زواج القاصرات بين التذرع بالشرع والبيدوفيليا

عبد الرحمن عبدالخالق


 - 
كتب كثيرا وقيل أكثر عن زواج القاصرات عن مشروعيته استنادا إلى قياسات خطلة وتنادت جبهة الحداثة والتنوير إلى رفع صوتها والنضال دون هوادة من أجل عدم

كتب كثيرا وقيل أكثر عن زواج القاصرات عن مشروعيته استنادا إلى قياسات خطلة وتنادت جبهة الحداثة والتنوير إلى رفع صوتها والنضال دون هوادة من أجل عدم الدفع بالصغيرات والقاصرات إلى مهاوي الردى فلا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة لما لهذا الزواج من تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية على الطفلة القاصر والشواهد على ذلك بينة والنماذج حية وكثيرة.
والحجة العلمية والأخلاقية تصطف إلى جانب الداعين لوقف هذه التجاوز اللاإنساني المطالبين بضرورة تحديد سن قانوني ملزم للزواج سن يعطي للطفولة مساحتها الكاملة 18 عاما.
إن الرافضين لتحديد سن الزواج يستقوون بشرع هم أبعد ما يكونون عنه فـ(حيث وجدت المصلحة فثم شرع الله) هكذا قال أحد الفقهاء ومصلحة الطفل تتركز في ضمان مصالحه الفضلى المتمثلة في جملة الحقوق الإنسانية التي ضمنتها (اتفاقية حقوق الطفل) المقرة من قبل الأمم المتحدة 1990 وكانت اليمن في مقدمة الدول الموقعة عليها.
إن الطفل كي تترعرع شخصيته ترعرعا كاملا ومتناسقا ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية في جو من السعادة والمحبة والتفاهم هذا ما جاء في ديباجة الاتفاقية وليس أن ينشأ في بيئة اللغة السائدة فيها لغة التخاطب الحسي بشكله البهيمي النهم بيئة تتهددها فيها الأخطار والمآسي تبعد الطفلة فيها عن أقرانها من الأطفال عن لعبها وفضائها الجميل الفسيح الذي لا يعوض يبعدها عن المدرسة وحلم تغزله في ذهابها وإيابها.
كم يتجلى البؤس عندما ترى بعض المتحمسين لزواج القاصرات يجهدون أنفسهم في خلق تبريرات للزواج من قاصرات بل يبحثون في التاريخ وفي كتب التراث المتربة عن حالات زواج لقاصرات وتقديمها نماذج ناجحة لزواج طال وعمر ويزيدون في ذلك التغني بمحاسن الزواج بالصغيرات ومزاياه.
وهي حالة لا يمكن تصنيفها إلا ضمن مرض الـ(بيدوفيليا) Pedophilia وهو سلوك نفسي شاذ يتصل بالولع والاشتهاء للأطفال من قبل البالغين والبيدوفيليا مرض شائع عند كثير ممن يعانون من انحرافات جنسية وغالبا ما يكون هؤلاء قد تعرضوا في طفولتهم لتحرش جنسي وتجارب قاسية.
ولا أظن أن الدعوة لزواج القاصرات والرغبة الجامحة في الاقتران بهن إلا نوع من منح هذا المرض مشروعية ومباركة.

قد يعجبك ايضا