ما الذي حدث يا جهينة¿
يكتبها /علي بارجاء
قالت العرب قديما في أمثالها: (وعند جهينة الخبر اليقين) ولكن لأن جهينة قد مات فلم يعد في العرب من يأتي بالخبر اليقين والخبر اليقين هو الحقيقة التي نبحث عنها نحن لا نريد معرفة حقيقة ما حدث قبل ألف عام ولكنا نريد أن نعرف حقيقة ما يحدث اليوم بين ظهرانينا حتى لا يأتي الخبر متعدöد الروايات وتأتي التصريحات الرسمية وغير الرسمية متباينة يكذöب بعضها بعضا.
فقد تعرضت قيادة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة (سيئون) لهجوم بأسلحة شبه ثقيلة في النصف الأول من شهر سبتمبر المنصرم وفسöر على أنه هجوم من قبل مجهولين قöيل إنهم من تنظيم القاعدة هذا بحسب التصريحات الرسمية وكان على المواطنين أن يصدöقوا ما قيل لأنهم لم يشاهدوا ما حدث ولكنهم سمعوا الانفجارات واكتفوا بالدعاء أن يكفيهم الله كل شر ومكروه وأن يسلöمهم من أخطارها وأضرارها.
ولم ينقضö زمن حتى سمعنا عن هجوم آخر على معسكر في محافظة (شبوة) ثم لم نلبث أن سمعنا عن الهجوم المباغت الذي تعرضت له قيادة المنطقة العسكرية الثانية في منتجع (خلف) بمدينة (المكلا) يوم الاثنين الماضي ويبدو أنه هجوم استخدöمت فيه معدات عسكرية أكثر ثقلا من الهجومين السابقين له في سيئون وشبوة وتكرر يوم الأربعاء الماضي سماع طلقاتö رصاص في معسكر سيئون قيل إنه تدريب عسكري لتجريب أسلحة جديدة.
صحيح أن ما يحدث من اشتباكات مسلحة في المؤسسة العسكرية يعد سöرا من الأسرار العسكرية ويصنف ضمن المحافظة على الأمن القومي إلا أن تكرارها هنا وهناك يجعلها عرضة لتساؤلات المواطنين فضولا منهم لمعرفة الأسباب والدوافع حتى يكونوا على استعداد تام لتلافي المخاطر التي قد تتهددهم في طرقهم أو في مساكنهم بسبب رصاصة أو قذيفة طائشة قد تودي بحياة.
المواطن البسيط قد لا يهمه كثيرا ما يحدث إلا من باب الحرص على سلامته وسلامة مدينته من أي اعتداء فهو كغيره من المدنيين والعسكريين شركاء في هذا الوطن لذا من حقه الذي كفله له الدستور أن يعرف حقيقة ما حدث ولöم حدث وعلى الجهات المسؤولة واجب التصريح لوسائل الإعلام لشرح الأمر بكل شفافية وصدق فلم يعد الزمن زمن احتكار المعلومة أو إخفائها لأن وسائل الإعلام الخارجية ومواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي ستقوم بدورها في نشر الخبر وشرح الحقيقة.
لو تتبعنا الأخبار التي نشرت لتوضيح ما حدث سنجدها كثيرة ومتضارöبة بل متناقضة وأصبح المواطن في قلق وحيرة فأي خبر من هذه الأخبار عليه أن يصدöق وهو لا يريد سوى أن يتبين له الحق من الباطل حتى لا يكون عرضة للبلبلة التي تضر أكثر مما تنفع.
لا أريد أن أعدöد الروايات التي قيلت هنا أو هناك عما حدث وعن أطرافه وأسبابه فهي قد نشرت في مواقع الإنترنت وتداولتها القنوات الفضائية والإذاعات ولكن ما أريده هو أن تستجمع الحكومة شجاعتها لتروي لنا الحقيقة بيضاء لنعرف من هي أطرافه الحقيقية¿ وما الأسباب التي أدت إليه¿ وبما أن اليمن بلد ديمقراطي أو هكذا يقال عنه فقد صار من حقö كلö مواطن أن يعرف الحقيقة وعلى جهينة أن يعود إلى الحياة ليأتينا بالخبر اليقين.
فهل ما حدث كان خلافا بين الفرقاء في السياسة أو في المؤسسة العسكرية كما تروي الأخبار غير الرسمية¿ أو أنه حقا هجوم من قبل القاعدة ــ التي يبدو أنها نزلت من السماء أو خرجت من باطن الأرض ولم تمر من الطرق المليئة بالنقاط العسكرية ــ كما جاء في تصريحات وزارة الدفاع¿ وإذا كان ذلك كذلك فعلى الجنود البواسل اليقظة التامة حفاظا على أرواحهم فهم حماة الوطن. نعم إنهم حماة الوطن وحده فقط! لينعم فيه المواطنون بالأمن والاستقرار.