العريقي ….
عبد الرحمن بجاش

قال له من قال : شوف نهاية دعمك للثورة ….. تبيع جزمات !! رد عليه بهدوء وحكمه ( كنتم تمشونا حافيين , الآن الثورة لبست الناس جزمات ) …, كان العم أحمد صباح مساء يظل يتابع الأولاد الصغار من بوابة دكانته في شارع جمال بصنعاء ذاهبين إلى مدارسهم …. آيبين منها , ليعود نفس من مر عليه يعيره ببيع الجزمات (ما الذي قدمت لك الثورة) , وعاد هو ليقول بنفس الحكمة والهدوء ( يكفيني من الثورة آذان الواليد يسيروا للمدارس ويرجعوا منها ) … ذلك هو أحمد عبده ناشر العريقي الذي غادر الدنيا بهدوء وترك لاولاده 8 آلاف ريال مرتبا من الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية!!! , احمد عبده ناشر الذي أنقذ الأحرار بعد فشل ثورة أو حركة 48ليرسل وقد يئس الأحرار وعلى رأسهم الزبيري والنعمان , ليتلقوا منه برقية من الحبشة يلتزم فيها بمساندة الأحرار حتى تنتصر ثورتهم وليرسل قيمة المطبعة يذهب الدمشقي ليشتريها بمال العريقي , وحين اعلنت ثورة سبتمبر هب إلى صنعاء وإلى السلال الذي كان قد عرف دور الرجل من نعمان والزبيري , هب السلال ليدخله إلى مكتبه : أعينك وزير تجارة ¿, طيب رئيس وزراء ¿ طيب مندوب اليمن في الجامعة العربية ¿ ليقولها الرجل : يا سلال انا معي اواليد اربيهم ولم أجي تعيني , أنا ناجيت تقلي ايش تريد الثورة مني ¿ وإلا شارجع من حيث أتيت ….كاد السلال أن يجن وهو يقول له : وراء الباب عشرات يدوروا مناصب وزلط وأنت ترفض كل ما عرضته عليك تشتي بس تعين الثورة!! , وعاد إلى اديس يجهز ما طلب السلال ويفي بما وعد, ليدعوه السلال في أول عيد للوحدة إلى شيراتون لمأدبة الغداء الرسمي, ويأتي الرجل بكل طيبة وخجل الدنيا , يحاول بزنته البيضاء وكوته الأسود وكوفيته البيضاء أن يعود أدراجه من بوابة القاعة فلم يتعود الأضواء ولا الهنجمة ليهب السلال ويحتضنه ويجلسه مكانه وحين قرأ استغراب القوم من وجوههم قالها ( لولا هذا ما كنتم هانا ) , رحم الله احمد عبده ناشر العريقي الذي حكى النعمان للحمدي عنه وقد سأل الشهيد الحمدي النعمان (من نسينا يا أستاذ أحمد ممن كان لهم دور ¿¿ ) قالها النعمان (والله يا ولد ابراهيم لو كان محمد محمود حيا وسألتنا نحن الاثنين هذا السؤال لنطقنا سوية (أحمد عبده ناشر العريقي ) … وهذا غيض من فيض سيرة عظيمة لرجل عظيم سمعتها…لقطتها من هنا وهناك … رحمه الله .
