غياب الرؤية التنموية في اليمن
نجيب محمد الزبيدي


* حقا الوقاية خير من العلاج فحل مشاكلنا باليمن يحتاج للوعي أو معرفة أسبابها وعوامل ظهورها نقول ذلك ونحن نعلم بأن اليمن وبالرغم من موروثها الحضاري الناصع المبكر إلا أنه لمن المؤسف حقا القول بأن اليمن اليوم تعاني من عدد من المشاكل التنموية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية مع أن اليمن لديها من مقومات النهوض ما يؤهلها لأن تمارس دورها الريادي والحضاري لتحاكي ما كانت عليه في الماضي.
* لكن المشكلة التي تعاني منها اليمن ليس ندرة في الموارد “مقومات التنمية” كما يظن البعض ولكن المشكلة تتمثل في تخلف العنصر البشري لإدارة هذه الموارد وترشيد استغلالها لخدمة التنمية الشاملة والمستدامة ومن المعقول القول إن الإنسان نفسه هو السبب أو جزء من المشكلة من خلال الإسراف وسوء الاستغلال أومن خلال تأخره في إيجاد البدائل والحلول العلمية المناسبة قبل استفحال المشاكل.
* إن العلاقة بين الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي هي علاقة وثيقة وحلقات التفاعل والتأثير في ما بينهما هي حلقة دائرية أي أن النهوض الاقتصادي في اليمن يقوم على تعدد المسارات والأبعاد وترابطها ولهذا فإن أسبقية المسار السياسي أضحت شرطا ضروريا لنجاح المسار الاقتصادي والاجتماعي.
* إن غياب الرؤية التنموية في اليمن تمثل حجر الزاوية في ما يعانيه المجتمع اليمني اليوم ولذلك فإن البناء السياسي والمؤسسي الشامل هو الرابط الفاعل للتكامل بين التنمية الاقتصادية وبين البناء السياسي الذي يضمن تحولا ديمقراطيا حقيقيا. ويبقى التساؤل الجوهري المثير الذي يقول: العملية الاقتصادية لم تحقق نتائجها المرجوة القابلة للاستدامة.
* والجواب: إن السبب واضح وهو أن عملية الإصلاح السياسي قد تمت تنحيتها جانبا وبسبب هذه الانتقائية في عملية الإصلاح تفاقمت المؤشرات الاقتصادية أكثر وبالمجمل العام أو المحصلة.
* فإن النهوض الاقتصادي الجاد والعادل هو الذي يقوم على قاعدة عميقة وعريضة من الإصلاحات وبالمؤسسات السياسية والدستورية الفاعلة والقوية نحقق استقرارا وإنجازا اقتصاديا مستداما.
