فساد بعض المحاكم‮.. ‬آخر الدواء الكي

تحقيق‮/ ‬هشام المحيا


■ ‬أحمد‮ ‬غالب أمضى‮ ‬13‮ ‬عاما‮ ‬يبحث عن حقه المنهوب‮.. ‬ولم‮ ‬يتمكن‮..‬فخلفه ابنه في‮ ‬المهمة
المواطنون‮: ‬يشتكون‮ ‬غياب الرقابة على المحاكم‮..
والتفتيش القضائي‮ ‬يرد‮: ‬لا توجد مخصصات للنزول الميداني‮ ‬
‮> ‬اختفاء بعض الأحكام القضائية الباتة قبل تنفيذها‮ ‬والتزوير‮ ‬والتلاعب بمحررات رسمية‮ ‬واختلاس الأموال في‮ ‬مقدمة المخالفات الهائلة في‮ ‬المحاكم والتي‮ ‬تم رصدها في‮ ‬هذا التحقيق‮.. ‬كل هذا‮ ‬يحدث في‮ ‬ظل تردي‮ ‬واضح لدور الرقابة بحسب اعترافات مسئولين بوزارة العدل‮ ‬أما بعض التحقيقات بخصوص قضايا فساد التي‮ ‬أجرتها الوزارة فقد شابها الكثير من اللغط وتسلل إليها فيروس الوساطة وعدم المصداقية الى حد كبير‮.. ‬في‮ ‬التحقيق التالي‮ ‬تفاصيل أكثر‮..
‬معاناة لا تنتهي‮ ‬يعيشها بعض الناس أمام القضاء‮ ‬تبدأ بأخذ حقه عنوة من شخص‮ ‬ما‭, ‬ومن ثم الجهاد في‮ ‬المحاكم لسنين طويلة بغية الحصول على حقه فلا‮ ‬يخرج الحكم إلا وقد باع ما تحته وما فوقه مع ذلك لا تنته الحكاية فبعض الأحكام القضائية سرعان ما تختفي‮.. ‬تحت‮ ‬يافطة القضاء والقدر قبل تسليمها إلى صحابها ما‮ ‬يعني‮ ‬أن الرحلة لا بد ان تبدأ من الصفر وأحيانا‮ ‬تحصل عملية تزوير للوثائق أو اختلاس أموال‮ ‬يفقد على اثرها المظلوم حقه فتصبح المحكمة حينها الخصم والحكم‮ ‬ونحن هنا لا نتهم المحكمة لكن الاتهام موجه لأشخاص‮ ‬يتلاعبون بتلك الملفات عنوة‮..‬من جهة أخرى إذا ما حصل المظلوم على حقه من المحكمة تأتي‮ ‬اتصالات من متنفذين تحول دون تنفيذ الأحكام تساندهم في‮ ‬ذلك أياد‮ ‬خفية تستند إلى نفوذ في‮ ‬الوظيفة العامة أو القبيلة‮.. ‬واليكم الحكاية:‬

موظفو محاكم‮:
‬تردي‮ ‬الحال الاقتصادي‮ ‬أودى بالبعض إلى مهلكة الرشوة

‮ ‬اعترافات من الداخل‮: ‬اختفاء ملفات بعض القضايا من أسبابه عدم وجود مباني‮ ‬محصنة لبعض المحاكم‮ ‬

أحمد‮ ‬غالب عبدالكريم من محافظة تعز أفنى هذا الرجل عمره وخارت قواه وصار قعيد الفراش ولم تنته بعد رحلته المشؤومة التي‮ ‬استمرت لمدة‮ ‬13‮ ‬عاما‮ ‬وهو‮ ‬يبحث في‮ ‬المحاكم عن حقوقه المنهوبة ذات مرة نجح في‮ ‬كسب إحدى القضايا في‮ ‬محكمة المسراخ بموجب حكم قضائي‮ ‬بات بعد خمسة أحكام سابقة كلها لصالحه‮ ‬ولكن سرعان ما ضاع منه هذا الحكم‮ ‬فقد اخفي‮ ‬قبل تسليمه إليه ولإكمال الرحلة سلم أحمد‮ ‬غالب ملفه الخاص وفيه خلاصة الحقوق المنهوبة إلى أبنه الأكبر محفوظ‮ ‬25‮ ‬عاما ليبدأ الشاب‮- ‬نحيل الجسم فقير اليد‮- ‬الشوط الثاني‮ ‬من الرحلة بحثا عن قضيته الذائبة في‮ ‬أدراج المحكمة كذوبان الملح في‮ ‬الماء هنا تكالبت على الشاب مصائب الدنيا فأسرته تعاني‮ ‬من شح في‮ ‬الدخل فلا مصدر لهم سوى ما جادت به أرض أبيه القليلة أثناء هطول الأمطار الموسمية إضافة إلى ذلك‮ ‬يحتاج للكثير من المال كي‮ ‬يدفع ما‮ ‬يسمى حق ابن هادي‮ ‬وهي‮ ‬كنية الرشوة حتى‮ ‬يتسنى له متابعة قضيته‮ ‬وهنا اضطر محفوظ للسفر إلى صنعاء ليعمل أسبوعا في‮ ‬مهنة الحجر والطين وأسبوعا‮ ‬يتابع مسار قضيته الفاقدة للوعي‮ ‬في‮ ‬محافظة تعز‮ ‬فقدم شكواه إلى مكتب رئيس الجمهورية في‮ ‬العام‮ ‬2007م وتم تحويلها إلى وزير العدل السابق‮ ‬غازي‮ ‬الأغبري‮ ‬والذي‮ ‬بدوره أخرجه من مكتبه بدعوى أنه مشغول جدا‮ ‬ذه

قد يعجبك ايضا