حين يبكي الرجال !!!!

عبد الرحمن بجاش

 - هي قاسية تلك اللحظة التي تجد فيها رجلا يبكي !!! ليس لأنه رجل فقط بل لأنه إنسان .... ومع ذلك هناك رجال ورجال !! رجال تسمو بهم الحياة ورجال تنغرس الرؤوس خجلا
هي قاسية تلك اللحظة التي تجد فيها رجلا يبكي !!! ليس لأنه رجل فقط بل لأنه إنسان …. ومع ذلك هناك رجال ورجال !! رجال تسمو بهم الحياة ورجال تنغرس الرؤوس خجلا بهم ومنهم حتى لا تجد منفذا إلى باطن الأرض الأكثر عمقا !!! , وهناك رجال بسطاء ينحتون الصخر من اجل الرزق الشريف , بساطتهم سر قوتهم وسموهم حتى عنان السماء , اعرف الكثيرين منهم , وبطل موضوعنا اليوم واحدا منهم !! عاد من مهجره وآبائه مشبعا بروح إيثار هذا الوطن على نفسه وأولاده , كان بإمكانه أن يظل هناك في بلد المهجر ورأسه عالية ويتلقى كل يوم تحية من أكبر رأس إلى صغيرها لاستثمار أمواله هناك , لكنه فضل أن يأتي ( هنا الوطن ) !! لسان حالي أنا الآن يقول : ليته ما فعلها ¿¿ هو يعاني ولا يزال يتحمل وأنا الذي تقهر روحي عنجهية متواصلة تتعامل مع الرجل وكأنها تتصدق عليه في وقت هو يفيدوهم كانوا كالمناشير صاعدة تأكل نازلة تمتص تعب الناس من أمثال عبد الله المغشي صاحب حديقة السبعين التي أتت له بالشيب وليس هو وقار في حالته فقد تعب الرجل , وأنا أشهد على هذا وأشهد على عزة نفسه وحبه لهذا الوطن وللناس بدون أن يكافأ على هذا , حسبه أن في السماء والأرض من هو اكبر من كل المناشير !!. ذات لحظة في صباح من صباحات العاصمة كنت أصعد درج أمانة العاصمة لألمح رجلا ينزل ومعه دموعه تنزل على خديه !!صعقت وبفضول اعترضته وسألت : مالك ¿¿ – خليني وشأني , – أبدا لن أخليك وشانك , ومسكت بيده وانتحينا جانبا – مالك ¿¿ – من أنت ¿¿ – أنا عبد الله المغشي صاحب حديقة السبعين , – طيب وأين المشكلة ¿¿ – يا أخي زاد الظلم كل يوم يخترعوا لي مشكلة آخرها حين لم يدروا كيف يضايقوني يريدون أن يفرضوا علي أن أبلط أرضيتها كلها !! , وأنا لا استطيع , كان الرجل يبكي بصدق , قلت اسمع افعل كذا .. اذهب إلى فلان وسيحل مشكلتك – طيب من أنت ¿¿- أيش اسمك ¿¿ قلت : مش ضروري تعرف الآن , فقط اذهب وعد إلي قل لي ماذا فعلت , وبعد أيام عاد إلي الرجل عبد الله المغشي صاحب النفس الطيبة مثل كل الذين تربوا في الحبشة أو القرن الإفريقي عموما عاد متهللا بعد أن سأل عن اسمي وقد هدأت مشكلته يومها , عرض علي كل الخدمات واسألوه لم اقبل أي منها , لا أنشم نفسي بل هو ذلك ما حصل ,طبعا كانت قد أخذت منه واجهة الحديقة بأمر عال للكنتاكي ولم يستطع أن يفعل شيئا !! ومع ذلك ظل صامدا حتى فوجئت في رمضان الماضي بان الرجل لا يزال يلاحق ويعاني هكذا فهمت !!! . الآن إذا كان المغشي لا يزال يقفز فوق الألغام فأوجه رسالتي إلى الأخ أمين العاصمة ( هذا الرجل المغشي عبدالله ) عانى كثيرا وآن له أن يرتاح ,فإن كانت قد حلت المشكلة التي أعلم فصولها فهي فرصة لأن أنصف بقلمي من يستحق , وإن لم تزل هي المشكلة الأولى فالنداء مرة أخرى للأمين أن ينصف هذا الرجل الذي يشق الصخر من أجل رزقه وأولاده حتى لا يكفر الباقون بكل القيم وتتحول حديقة السبعين إلى مصلحة شؤون القبائل عوضا عن القانون !!! , ويا عبد الله المغشي عذرا إذا خذلك الجميع …..

قد يعجبك ايضا