بين النفق والجسر!
عبدالرحمن بجاش


أن تستحدث نفقا , أن تشيد جسرا فمفاد رسالتك إلى الجمهور انك تعمل ما استطعت لتخفيف الازدحام في أي شارع تراه وبعين المهندس المدني ضرورة قصوى !! لكن أن تستحدث وتشيد لإضافة مشكلة فهنا المشكلة !! وهي ليست مشكلتك أنت بل من خطط وأشاد وبنى ¿¿ هي مشكلة المرور أو شرطة السير حتى لا يزعل البعض !! .
شارع الزبيري الذي يتمدد بين نقم أو غيمان وعصر أكبر شوارع العاصمة ويبدو أنني بحاجة لتذكر الكلام الجميل للرازحي فقد قال في واحدة من كتاباته الجميلة بأن الزعيمين النعمان والزبيري بعثا فجأة , ليسأل الزبيري النعمان (ما عملوا لك يا أستاذ نعمان وقد قدمت الكثير¿) .
فرد النعمان بلهجته المحببة (ولا شي يا محمد محمود!), وأنت¿ سأل النعمان¿: أنا سموا أكبر شارع في صنعاء باسمي , فانتفض الزبيري (نسير للرئيس والله ما سبرت لازم يسموا شارع ثاني باسمك , قال النعمان: لا يا محمد محمود يكفي قاهم يدعسنك وحدك!.
نتيجة للتوسع ولأن هذه البلاد تحولت لمقلب للسيارات الصالحة والطالحة فلم يعد هناك موضع قدم لتركن سيارتك على جانبي الشارع الطويل من باب اليمن وحتى بين أقدام عصر, وكل يوم تستفحل المشكلة وتكبر, ما حدى بأمانة العاصمة لاستحداث النفق والجسر, ليختنق السائر بسيارته في النفق والجسر! وعمرك هل رأيت الناس يزدحمون حتى ما فوق الجسر أو تحت النفق ولن أنسى ما قاله صديق عزيز اتصل بي وأنا أكتب ظهر أمس قالها (من زحام الشوارع قصرنا حتى في واجباتنا تجاه الآخرين !!) , وأنا شخصيا صرت أتجنب الخروج إلا لماما !!! .
المشكلة كلها تكمن في النقطة التي هي أمام المستشفى الجمهوري والوقوف الفجائي لباصات الأجرة السيئة جدا والمسيئة لهذه الشوارع والبلاد , التي نتحملها بسبب رزق الغلابة سائقيها , لكنها استفحلت لأن لا جهاز مرور ينظم الناس ولا تدري أين هو¿ وليعذرني جندي المرور البسيط فهو أن وجد يعمل بإمكاناته ولن نطلب منه أن يجري بقدميه وراء كل واحد ينحر الشوارع مخالفات خاصة من المواكب إياها !, على استحياء وخجل اسأل : هل بالإمكان أن نحل الأشكال¿, وتستفيد أمانة العاصمة من تلك الأرضية الخالية لتتحول إلى موقف¿, وتفتتح بوابة المستشفى الجمهوري الشرقية تخفيفا , حتى وأن أزيل المبنى القديم والجميل¿, أدرك إدراكا يقينيا أن كل هذا سيطير في السماء , ولن تبقى سوى الحساسية الشخصية! وحسبي أن أشرت إلى مكمن خطأ نريد تصحيحه ولست المعني بالتنفيذ …. فالأمانة والمرور والأشغال هم المعنيون ….. واللهم أني بلغت فاشهد.
