كربئيل وتر مؤسس الحركة الوطنية اليمنية التاريخية

محمد صالح الحاضري


 - أصلت الحركة الوطنية اليمنية الحديثة نفسها إلى الحركة الوطنية اليمنية التاريخية وإن جذور النشاط الوطني الحديث تمتد إلى الحركة الوطنية القديمة وقد نشط فكر ا
أصلت الحركة الوطنية اليمنية الحديثة نفسها إلى الحركة الوطنية اليمنية التاريخية وإن جذور النشاط الوطني الحديث تمتد إلى الحركة الوطنية القديمة وقد نشط فكر الحركة الوطنية وفنها وأدبياتها السياسية في اتجاه العودة إلى الذات اليمنية كاتجاه مركزي للنشاط الوطني التاريخي الحديث يهدف إلى إنهاء القطيعة مع النشاط الوطني التاريخي القديم بصفته يتضمن الأصول الوطنية التاريخية ويؤرشفها على شكل أسس وعناصر الهوية الوطنية اليمنية التاريخية فيشير فكر الحركة الوطنية اليمنية إلى أن انحطاط الواقع اليمني المعاصر لا يعبر عن جوهر الذات اليمنية بقدر ما هو واقع اغترابي منقطع عن أصوله التاريخية لما قبل سقوط الدولة الحميرية والواقع اليمني القديم يمتلك أفضل تعبير عن مستوى الذات اليمنية وجوهريتها.
كربئيل وتر الأول
عهد كربئىل وتر الأول 850-820 قبل الميلاد هو أوضح تأصيل للحركة الوطنية اليمنية التاريخية تقبله الشروط المادية بوصفها هي مفهوم الوثائق المادية التاريخية كوثائق للتطور التاريخي احتكمت إلى قوانين التاريخ الاجتماعي وكربئىل وتر قاد حركة وطنية تأسيسية لدولة المكارب في القرن التاسع قبل الميلاد وانطبق على واقعها مفهوم الشروط المادية الطبيعية بدرجة وعي الزمن التاريخي لمطلع الألفية الأولى قبل الميلاد وتطابقها مع حقائق الوعي الموضوعي إذا لم يكن مع الشكل التاريخي لنتائج تطور التاريخ العام العليا فمع مضمون الوعي في مرحلة تطورة أثناء ما التاريخ في طريقه إلى قطع مراحل تطور أكبر على الأساس التراكمي لمرحلة التطور تلك داخل المراحل التالية للوعي . مكرب في اللغة اليمنية القديمة “المقرب” هي في الاصطلاح الديني السبئي القديم أعلى مرتبة لاهوتية في الديانة الوطنية فيظهر بأنه مرجع ديني ووطني أعلى وهذا واضح من حجم إنجازه التاريخي الضخم في صورة دولة المكارب وتمكينها للواقع اليمني التاريخي من التطور المادي نتيجة الاستقرار السياسي الطويل لنظام الدولة يقارب الألف عام.
فمن الواضح للقائد كربئىل وتر الأول نظرة عميقة إلى العلاقة بين مفهوم الإله ومفهوم السلطة وثمة اتحاد طبيعي بين سلطة القانون على رأس الطبيعة وسلطة الدولة بين قوانين المجتمع وقوانين الوجود المادي داخل مفهوم القانون بصفته مفهوم السلطة فمن يفهم السلطة بمعزل عن مفهوم القانون هو عقل غير إيجابي ويصعب عليه أن يقف وراء إنجازات بحجم قيام دولة المكارب لألف عام أشرفت خلالها على إنجازات مادية لعل خلفيتها الوطنية أنها حركة وطنية للدولة قائدة لتحولات الواقع المحققة لأسس تطوره العام الكفائي اقتصاديا الضامن لاستقلاله السياسي وأمنه الاجتماعي وسلامته الجنائية فنلاحظ لأول مرة في نقوش كربئيل وتر الأول عبارات مثل عدم القبول بأن تكون الطبقية أساسا للتقييم الاجتماعي وتحديد مستوى المواطنة فهو تعبير ينفي الطبقة النافية للمواطنة للمتساوية وليس ينفيها موضوعيا.
خارج أسس مبدأ المساواة العام أمام القانون وعدم احتكار الطبقة العليا لسلطة الدولة وفي الحقيقة لا نعرف نوع الطبقية التي عناها القائد كربئيل وتر لكن كل الطبقات واحدة.
حركة كربئيل وتر الثاني
كانت فترة 610 قبل الميلاد أكثر وضوحا ماديا بعد قيام كربئيل وتر الثاني بفصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية فلم يعد مكربا بالمفهوم الديني بل قائدا للدولة بالمفهوم السياسي. لمشهد بزوغ النزعة المادية من داخل النزعة المثالية يؤكد صحة عملية التطور لتلك التجربة الوطنية وأنها تجربة ناجحة بالمقياس النظري عند مطابقته بمقياس الشواهد المادية ووضعها تحت حكم قانون التطور المادي.
إن مجرد الإحصاء الوقائعي السردي للنشاط التاريخي السبئي قد يترك انطباعا سلبيا من نتيجة الوسائل المتبعة للوصول إلى الغاية بالنظر إلى الإملاءات الوسائلية لعملية التطور الوطني داخل البيئة القديمة ذات التكوينات الاجتماعية التقليدية العشائرية ولكن النظر إلى أن وسيلة الحرب لتشكيل التاريخ الاجتماعي كانت بشكل عام وسيلة رئيسية في تطور التاريخ الاجتماعي لا يحقق النظر في تفاصيلها السردية مفهوم النظرة التاريخية إلى الصورة بمختلف جوانبها فالحرب هي وسيلة من المنظور النفسي غير إيجابية في تحقيق الغاية الطبيعية لكن من المنظور الجدلي الحرب كسالب هي موجب من منظور أنها وسيلة لإقصاء الشر المسلح وتمكين الدولة كخير أعلى وعلى ذلك تمتد النظرة التاريخية إلى مسرح النشاط التاريخي الموضوعية في شكل عملية التطور ونتائجها الإيجابية.
ترجمة كربئيل وتر
كرب (قرب) أيل/الإله/المكرب المقرب/مقام القرب الصوفي/ وتر/المتعالي/السامي من مشترك العلو/السماء/ فتنطبق جميع متر

قد يعجبك ايضا