في وقفته المفاجئة
محمد المساح
كان ماضيا في سيره على الرصيف حين تناهت إلى الأذن… نغمات موسيقية. توقف فجأة ليتأكد من السماع جيدا لكنها الموسيقى توقفت أيضا مثله.
أعاد الأمر ربما لعطل أصاب السمع لديه.
أو أنه توهم صوت الموسيقى .. أو ربما وهو لا يدري كيف يوصف الحالة انبعثت الموسيقى من قاع الذاكرة وانبثقت من اللاوعي¿
لكنه سأل نفسه .. لا مثير هناك ولا دافع.. أي لامس قاع الذاكرة.. بانبثاق صوت الموسيقى … اتوماتيكيا.
وهو يراجع النفس.. بعد أن دفع قدميه لتتحرك على الرصيف.
ربما شيئ آخر وهو في غفلة من الملاحظة والتدقيق في الأشياء التي تجري من حوله.
ربما جاء المثير أو الدافع .. الذي جعله يتوقف فجأة على الرصيف بفعل تلك النغمات الموسيقية التي وصلت إلى جدار السمع فوقف واندهش… وتلفت يمينا … يسارا .. أمامه.. خلفه.. حتى يتأكد من أي مصدر.. وأي اتجاه جاءته تلك الموسيقى الجميلة.
يتذكر الآن وهو يسير .. وهو في طريقه .. والموضوع يتسلل من رأسه.. ذاهبا من حيث جاء.
يتذكر في وقفته المفاجئة تلك.. أكانت النغمات مقدمة لأغنية.. أو بداية لقطعة موسيقية مرت عليه في دروب الحياة.. توصل أخيرا … يحدث الأمر ذلك.. أكان وهما أو حقيقة.