اونه شرعب الرونة !

أحمد غراب

 - هل مكتوب على تعز أن تموت إما عطشا او غرقا¿
هنا يكمن الجهل المركب في بلادنا فالكمية الهائلة من المياه التي تنزل مع الامطار والسيول لايتم الاستفادة منها في مشاريع تخزينية

هل مكتوب على تعز أن تموت إما عطشا او غرقا¿
هنا يكمن الجهل المركب في بلادنا فالكمية الهائلة من المياه التي تنزل مع الامطار والسيول لايتم الاستفادة منها في مشاريع تخزينية لمعالجة مشاكل المياه بل تأتي لتضيف الى مشاكل تعز مشكلة الغرق بعد العطش.
سبعة وعشرون شخصا بينهم نساء واطفال جرفتهم السيول وماتوا غرقا وتحول موكب عرسهم الى مأتم.
شرعب الرونة وما أدراك ما شرعب الرونة¿
هذه المنطقة التي حرمت من المشاريع منذ ثورة سبتمبر في الستينات لم تلق من الحكومات المتوالية ابسط المشاريع ولو حتى جسر في سايلة يقي الناس خطر الغرق في موسم الامطار!
العجيب ان الحكومة تنفق قروضا هائلة بملايين الدولارات في مشاريع لا فائدة منها في حين تبخل ولا تهتم إزاء مشاريع مصيرية صغيرة كالجسور في السائلات او الحواجز المائية او مجاري السيول وبالتالي تتكرر حوادث الغرق عاما بعد عام .
أحد الاخوة المواطنين يقول: “شرعب محرومة من كل الحقوق مازلنا نعيش القرون الوسطى لا كهرباء لاماء لا طرق ولا شيء… أين وزارة المياه والبيئة¿
اين المجالس المحلية¿ اين اعضاء مجلس النواب ووجهاء المنطقة¿ اين كل هؤلاء من متابعة المشاريع الهامة المتعلقة بحياة الناس في هذه المنطقة “.
ويضيف آخر ” عندما تنزل الأمطار لا يستطيع ابناء شرعب التسوق بسبب خراب الطريق وخصوصا في نقيل جروف قبير نخلة سوق الحرية وتقضي الأسر اوقاتها بلا مواد غذائية ضرورية ومن لديه مريض لا يستطيع ان يسعفه فأين حقوق الانسان التي نتحدث عنها¿ “.
الناس في هذه المنطقة من شرعب الرونة يترحمون على الضحايا الذين تم انتشال جثثهم بعد غرقهم وهم في موكب عرس لتتحول الفرحة الى دموع ويتساءل الأهالي :
” بسبب عدم وجود الجسر الذي يمر عليه الناس غرق هؤلاء نعم كل شيء مقدر ومكتوب لكن احذروا البينات والبينة تقول ان الجسر مهم لحياة الناس ليمروا عليه بدلا من المجازفة والمرور في مجرى السيول “.
ويناشدون محافظ تعز للنظر بعين الاهتمام الى هذه المنطقة المحرومة من ابسط المشاريع ويقولون لنا ثلاثين سنة وهم يوعدوننا في الحكومات المتوالية بعمل هذا الجسر وكله الكلام طلع فشوش والوعود طلعت خرط .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا