مصر.. نهاية مؤلمة!
حسين محمد ناصر
> لم يكن يتمنى أي مواطن عربي أن يتم فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة على النحو الذي جرى الأسبوع الماضي حيث كان الكثيرون يأملون بأن تنتهي الاعتصامات في مصر بل والأزمة الحالية بأسلوب سلمي عبر حوار يسوده العقل والمصلحة العامة ويحقن تلك الدماء التي سفحت والأرواح التي ازهقت من كلا الطرفين ومع ذلك فالمرجو اليوم أن يلجأ الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أصوات التحريض والتطرف التي طلت وما زالت عبر عدد من القنوات والمواقع الالكترونية غير آبهة بتبعات حملاتها والمؤلبة لطرف ضد آخر منفذة أجندة وأهدافا لا تمت إلى مصلحة الوطن المصري بقدر ما تستحضر كثيرا من الحسابات الماضية الخاسرة والتي مستها ثورة مارس هناك وقلصت من نفوذها.
إن المتابع للخطاب الإعلامي الذي سبق فض الاعتصامات لن يخفى عليه الأسلوب التحريضي الذي اتبعه كثير من الإعلاميين ضد الأخوان والذي أتبعه أيضا رموز من الأخوان وكلاهما استفزا المشاهد وعززا من اعتقاده أن مصر تسير إلى حافة غير مأمونة العواقب في وقت فشلت فيه كل محاولات الوصول إلى حل توافقي ووسطي يجنب مصر والمصريين كل المؤامرات الخفية للأعداء في الخارج ويعزز من وحدتهم الوطنية ومسيرتهم الديمقراطية المدنية.
لقد لعب الخطاب التحريضي بقصد أو دون قصد دورا كبيرا ومؤثرا في تأليب الطرفين المتنازعين بعضهما على البعض وتعالت أصوات عدد المذيعين والإعلاميين من خريجي المدرسة الأمنية ضد اطروحات التصالح والحوار والتفاهم إلى درجة تهديد الوزراء بحشد المسيرات وتوجيهها إلى منازلهم.
وإلى درجة إعطاء الأوامر لهم على الهواء مباشرة إما بطرد دبلوماسيين وإما باقتحام الاعتصامات وإما بإقالة مسؤولين وكانت الصرخات والتهجم أسلوبا غريبا في طريقة تعامل الإعلاميين مع المسؤولين هناك ناهيك عن استخدام كل الألفاظ غير المؤدبة معهم بشكل يوحي أن هناك قوة وجهات نافذة تقف خلفهم وخلف تلك الحملة التحريضية التي برزت فيها أصوات “محمد موسى” و”لميس” و”عكاشة” والمحللين من المسؤولية السابقين أما الكاتب إبراهيم عيسى فقد كان مقارنة بأداء هؤلاء أقل توترا وحدة.
اليوم ما أحوج مصر بكل أطيافها وأحزابها إلى الهدوء واللجؤ إلى العقل وتغليب مصلحتها العليا على كل مصالح ضيقة والسير في طريق الحوار والتضامن وتسخير الجهود لإعادة الوجه المضيء لمصر ودورها الريادي العربي والابتعاد عن أسلوب التحريض المتبادل الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من الفتن والدماء وإضعاف مصر وهو ما يرمي إليه مخطط اعدائها بعد تدمير العراق وليبيا وسوريا وسعيها المبطن لإضعاف العرب بشكل عام وتنفيذ مشاريعها المختلفة.
حفظ الله مصر واليمن.