الأمراض تحرم الأطفال من اللعب والمرح وتجلب الأحزان لعائلاتهم

تحقيق/ زهور السعيدي


حالت العديد من الظروف الصعبة دون قضاء عدد كبير من العائلات والأسر فرحة العيد بل تعززت مشاعر الحسرة والألم في نفوسهم ونفوس أطفالهم خلال أيام العيد ألم ومعاناة تتخللها أوجاع مختلفة يعاني منها أطفال “الشلل الدماغي ” والتي حولت فرحتهم إلى أحزان .. حال المرض دون قضاء هؤلاء الأبرياء عيدهم بالنزهة واللعب وأصبح ” السرير ” ملاذهم الوحيد خلال أيام العيد وأعينهم تنظر حسرة إلى أقرانهم في الشوارع يلهون ويمرحون.
عشرات من الأسر اليمنية التي عاشت لحظات عصيبة خلال أيام العيد بسبب هذا المرض الخبيث الذي سرق فرحة أبنائها وحرمهم أن يعيشوا لحظات العيد ..
“الأسرة” التقت نماذج من هذه العائلات الحزينة على أطفالها لتلامس عن قرب بعضا من مشاعرها في هذه المناسبة السعيدة.

معاناة في العيد
رباب محمد أم لثلاث بنات اثنتان منهما مصابتان بالشلل الدماغي تتراوح أعمارهما ما بين العاشرة والثالثة قضين العيد كما تقول أمهن على فراش المرض ما بين الحسرة والألم مستسلمات للمرض رغم سماع أصوات الأطفال بالجوار يلهون بالعيد ويمرحون
وتضيف رباب : حاولت إدخال الفرحة والسرور إلى نفوس بناتي خلال أيام العيد واشتريت لهن أحسن الثياب ولكن حال المرض دون هذه الفرحة وأصبحت أيام العيد كابوس مليئا بالأحزان وأنا أنظر إلى فلذاتي وهن يعايشن هذا المرض الخبيث والذي فتك بطفولتهن وحرمهن الحياة .
أسرة مرام عبدالسلام هي الأخرى لم تذق طعم الفرحة في هذا العيد كما هو حالها في العيدين الماضيين إذ ما زالت تعاني من هذا المرض منذ أربع سنوات وتقول أم مرام : كنت أتمنى أن أرى الفرحة والسرور والضحك على وجه ابنتي الوحيدة ولكن ما ان لبست ثياب العيد حتى تراجعت حالتها كثيرا واستسلمت للنوم والمرض طارت الفرحة من بيتنا ولم يعد المكان مليئا بالحيوية والمرح فقد اخذ المرض معه الفرحة والبهجة والسرور من المنزل .
الوقاية من المرض
يقول الدكتورة عادل الحمادي : تستمر معاناة مرضى الشلل الدماغي وتكبر معهم ولا يوجد هناك علاج لشفائهم من هذا المرض الشفاء التام بل إن العلاج الذي يعطى لهم إنما ليحد من آلام هذا المرض ومن معاناتهم ويخفف من حدة هذا المرض ويقيهم من الأمراض الأخرى وعلى الأسر وخاصة في أيام العيد أن تعي أهمية الاعتناء بأطفالها المصابين بالشلل الدماغي وخاصة مع أكل الحلويات في العيد والتي بالإمكان أن يؤثر على أسنانهم وعلى صحتهم والتي ممكن أن تؤدي إلى الأمراض الأخرى المختلفة لديهم .
ويضيف الحمادي: تتضاعف معاناة مرضى الشلل الدماغي من حيث سرعة إصابتهم بالأمراض المختلفة وخاصة أمراض الفم والأسنان ويصبح من السهولة للأمراض أن تشق طريقها إلى جسدهم المريض ويصبح على الأسرة دور كبير تجاه أطفالها المصابين بهذا المرض ولا بد من الأسر أن تقوم باتباع طرق الوقاية المتنوعة للتخفيف عن معاناتهم وآلامهم ومن أهم طرق الوقاية هي:” الحماية الفموية ” والتي تعتبر من أهم أسباب وقاية أطفال الشلل الدماغي من الأمراض المختلفة التي تتسلل إليهم عن طريق الفم ولا ننسى أن أطفال الشلل الدماغي ليسوا كغيرهم من المرضى فتصرفاتهم وسلوكهم واضطراباتهم الحركية ليست كباقي الأطفال المرضى وتزداد معاناة الأمهات تجاه أطفالها المصابين بالشلل الدماغي حيث أنهم بحاجة إلى متابعة مستمرة كما لا يوجد علاج معين للتخلص من هذا المرض بل يبقى العلاج ليحد من مضاعفات هذا المرض ويكون دور الأهل كبيرا جدا في ذلك فمتابعتهم ونظافتهم والعناية بهم من أهم الأسباب التي تقي من المضاعفات الناجمة عن آثار الشلل الدماغي
توعية أهالي المرضى
سارة لطف دكتورة طب وجراحة الفم والأسنان قالت لـ”ملحق الأسرة” : انه لا بد من توعية أهالي أطفال الشلل الدماغي التوعية الكاملة بالمخاطر المختلفة التي تحدق بجسدهم المريض ولابد من التوعية الكاملة من مخاطر تسوس الأسنان حيث أن مرض الشلل الدماغي هو السبب الرئيسي في عدم صحة الفم والأسنان لأن الأعراض المصحوبة لهذا المرض هي المسببة لأمراض اللثة والأسنان مثل الشد العضلي أو الحركة اللاإرادية للعضلات التي ممكن أن تسبب مشاكل خطيرة للمريض كما أن جفاف الفم لأطفال الشلل الدماغي بسبب فمهم المفتوح جراء عضلة اللسان التي تظل مرفوعة للأمام تؤدي إلى الجفاف والذي يؤدي بدوره إلى حدوث تسوس والتهابات في اللثة .
وأكدت الدكتورة سارة على ضرورة الاعتناء بنظافة فم الطفل المصاب بالشلل الدماغي حيث أن الغذاء الناعم للأطفال مثل الحليب في حالة انعدام النظافة يؤدي إلى تخمر ثم إلى تسوس ثم تنشط البكتيريا بعد ذلك ومثلا عند تناول الطفل المصاب الروتي مع الحليب أو أي غذاء آخر ناعم يؤدي إلى الالتصاق بشدة على الأسنان والتي تؤدي إلى الالتهابات
ومن هنا لابد من توعية الأسرة بضرورة الاعتناء بأطفالها المرضى وخاصة من خلال العناية الفموية وبالذات

قد يعجبك ايضا