حكاية الحكاية

أحمد غراب

 - كل شيء نقول بعده " أما بعد " إلا " الربيع العربي " لا بعد له .
ليس بالضرورة أن الذي يكره الربيع العربي ( وهو اسم على غير مسمى ) 
متيم بعيون الأنظمة العربية السابقة .
أحمد غراب –
كل شيء نقول بعده ” أما بعد ” إلا ” الربيع العربي ” لا بعد له .
ليس بالضرورة أن الذي يكره الربيع العربي ( وهو اسم على غير مسمى )
متيم بعيون الأنظمة العربية السابقة .
الحكاية الآن اكبر من المقارنة بين أنظمة سابقة وأخرى لاحقة
الحكاية أكبر من أحلام ثورية تتحطم أمام واقع من الفقر والفوضى والجهل .
واكبر من ثورات تغير أنظمة سيئة فتجد نفسها أمام واقع أسوأ
اخرجوا الشعوب من بوتق المفهوم الغبي الذي يصور ما يجري على انه انتصار أو هزيمة لطرف ضد آخر !
لا يوجد رابح وخاسر بين أبناء بلد في حربهم ضد بعضهم !!
شعوبنا الآن وبلا شعور أصبحت تأكل بعضها بعضا لم يعد لدينا عدو غيرنا.
الحكاية الآن حكاية أمة تتمزق ودماء تسيل وفتنة ما إن تهدأ حتى تشتعل .
سوريا تمزقت ! مائة ألف إنسان قتلوا !! ومئات الآلاف تشردوا !!
مصرت تفرقت وانقسمت ووقف حالها وصارت قاب قوسين أو أدنى من فتنة أهلية لا يعلم إلا الله إلى أين ستصل ¿
اليمن التي كنا نظن أنها اقل بلدان الربيع العربي خسائر تبدو الآن في وضع لا تحسد عليه !!
جماعات مسلحة لا تقدر الحكومة على السيطرة عليها !
وتدهور اقتصادي تعجز عن إيقافه !
وصراعات مختلفة وأطراف تترقب لحظات الضعف لتعلن التمرد !!
فماذا بعد أيها الربيع ¿
جاء الصيف موعد الأمطار الموسمية في اليمن لكن القلوب تغيرت عندما نقسو ونحقد على بعضنا تجف السماء ولا تمطر وعندما تلين قلوبنا – وقليل ذلك تمطر- وتشتعل حروب الجفاف بين قرى وقرى وتسيل الدماء فيحدث المزيد من الجفاف والعطش والقسوة ويبدل الله جنتهم الخضراء بجحيم لا يقل عن ذلك الموجود في قلوبهم.
تسيل الدماء بدلا من أن تتوحد القلوب ويحب كل لأخيه ما يحب لنفسه ويتقاسم معه الماء والزاد ويقف الجميع بين يدي الله في صلاة استسقاء ليمنحهم جميعا أمطارا غزيرة .
الجميع انقسموا بين تيارين يتجادلون ليل نهار وما أفلح قوم أدمنوا الجدل
يعلنون الحرب على بعضهم البعض ويسعى كل إلى السيطرة والتوسع على حساب أخيه ويفسد في الأرض ويقطع النسل والحرث فأي ربيع نتحدث عنه ¿!
توقفت الرغبة في البناء ومكافحة الفساد والنهوض كل يريد أن يثبت انه على صح وآخرون يريدون أن يهدموا المعبد على من فيه وغيرهم يصطادون في الماء العكر.
اذكروا الله.. وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا