ليلة العيد.. ملامح وأجواء خاصة
استطلاع/نجلاء الشيباني
استطلاع/نجلاء الشيباني –
● .. تبدأ مراسم الاحتفال بعيد الفطر المبارك عند الأسر اليمنية بانشغال الصغار بأحلام وردية تجاه ملابسهم التي يحصلوا عليها من آبائهم ككسوة للعيد والاستعداد للذهاب إلى الحدائق واللعب في حين يهتم الكبار بشراء أثواب وملابس جديدة لجميع أفراد الأسرة .. والتفكير بمجالس القات بتخصيص ميزانية خاصة لشراء القات أيام العيد .. كما تنشغل النساء على حد سواء بتهيئة بعض الحلويات والمأكولات العيدية وجعالة العيد التي ستقدم صباح العيد للضيوف.. تختلف الأجواء من منزل لآخر ومن أسرة لأخرى..
كل أسرة تستعد لاستقبال العيد بتنظيف المنزل قبل حلول العيد بحوالي أسبوعين ..أم محمد علي التي استعدت هي وبناتها بتنظيف المنزل وتغير ملامحة وذلك بشراء بعض الأثاث المنزلي مثل الكنب للصالة وتغيير ضغط الديوان وشراء بعض الملصقات من صور الطبيعة وتعليقها على الجدران وشراء مجموعة من المزهريات لتزيين الصالة وغرف الجلوس كنوع من التعبير عن الفرح باستقبال العيد . قامت أم محمد بتنظيف المنزل لتشعر بقدوم العيد لأنها سوف تستقبل أفراد أسرتها الذين يغيبون عنها طويلا ولا يأتون إلا يوم العيد لزيارتها وهي بدورها تحب أن يروا منزلها وهو في أفضل حال حتى يعكس لهم مدى تحسن ظروفها المادية.
عسب العيد
العادات العيدية طوعت الناس على الحرص على أن يهل عليهم العيد وهم بين أسرهم وذويهم فتجدهم مهتمين بإبراز الجانب الاجتماعي في مراسم الاحتفال بالعيد ومن ضمن هذه العادات الاجتماعية المشهورة عسب العيد الذي يعد رافدا مهما للأسر الفقيرة التي تقوم بقضاء جزء كبير من ديونها بسبب تكاليف العيد من خلاله.. هذا ما يقوم به العم جابر كل عيد حيث يقوم بتقسيم العسب قبل العيد ويضعه في زاوية معينة ويحدد لكل أسرة مبلغا معينا يقدمه لهم بعد زيارته عقب صلاة العيد هذا ما يقوم به العم جابر ويعتبره من أهم الاستعدادات العيدية.
عيد العافية
حسن أكثر قناعة من غيره برغم حالته المادية البسيطة إلا أنه في قرارة نفسه يرى بأن العيد هو عيد العافية فقد قام بأخذ قميصه الذي اشتراه في العام السابق وبدلة أطفاله التي اشتراها من محل التخفيضات قبل شهر رمضان المبارك واقنع زوجته بأن يكتفوا بنصف كيلو زبيب ولوز ورحبت الزوجة بالفكرة وضحت هي بحصتها من شراء الملابس من أجل شراء الحلويات لتقدمه لضيوفها بدلا من عسب العيد كنوع من الترحيب بهم كما يفعل بعض أفراد المجتمع في أول أيام العيد والمهم هو اطمئنان البال وسعادة القلب بصحة وسلامة أفراد أسرتها- كما تقول.
كعك العيد
أم أيمن تظل تفكر طويلا وتفرض على زوجها شراء متطلبات لا نهاية لها لأنها لا تريد أن تقوم بعمل جعالة العيد إضافة إلى شراء حلويات غالية الثمن لتتباهي أمام صديقاتها وأسرتها بنوع الجعالة التي تقدمها مع ضرورة وجود الزبيب واللوز والفستق والعسل والسمن الذي سوف تضعه على الفتة لتتناولها الأسرة صباح يوم العيد ..أم أيمن تأخذ الدقيق والسكر والسمن وبقية متطلبات الحلويات وتتوجه إلى جارتها سعدية التي تساعدها في عمل أنواع مختلفة من الحلويات ولا تكتفي بنوع واحد .
أما سعاد فهي تقوم بتجهيز الكعك مع التمر والبيتي فور وتضعها في صحون وتقوم بإرسال ولدها إلى الفرن ليقوم بتجهيز الكعك لها قبل العيد بيوم وتفضل الكعك مع التمر وهي بدورها تقوم بالاحتفاظ به في مكان خاص تظل نكهة الكعك متواجدة إلى صباح العيد.
استعداد مسبق
كافة أفراد الأسر يتهيأون للعيد منذ أكثر من أسبوع والبعض الآخر يقوم بالاستعداد قبل العيد أكثر من نصف شهر .. أحمد الأديمي قام بشراء ملابس العيد له ولأولاده قبل شهر رمضان خوفا من ارتفاع الأسعار أحمد يفضل الملابس الشعبية فالرجال يلبسون ثوبا مع الجنبية ويلبس الشال والكوت وأحيانا تعمل عمامة على الرأس وكذلك ملابس أولاده الصبيان أما الفتيات فقد قام بشراء قطعة قماش مزخرفة لتفصلها والدتهن أما الزوجة فقد اكتفت بالبالطو والعباية السوداء ونقاب كلباس اعتيادي لأن خروجها مرتبط بهما ..أما أبناء أحمد فقاموا بتعليق ملابسهم على حائط الحجرة أمام أعينهم وهم يعدون الدقائق لحين ارتدائها وللحظة التباهي والخروج بها أمام الآخرين صباح يوم العيد.
تجارة مربحة
تجار الملابس يعلنون حالة الطوارئ في أواخر شهر رمضان المبارك خاصة أصحاب المولات التي تلقي إقبالا منقطع النظير فالبضائع متنوعة والمواطن لا وقت لديه للبحث فيجد ضالته في المولات التي تفتح أبوابها على مدار 24ساعة وكذا أسواق العاصمة منها شارع هائل وجمال والزمر وسوق حديقة 26سبتمبر والبسطات أمام المولات والمحلات التجارية وعلى الأرصفة فهم يتخذون من ليلة العيد
