رفقا بصحتكم.. لا تغتالوا بالأكلات والحلويات فرحة العيد
–
عيد الفطر فرحة لكل صائم أتم صيام شهر رمضان واجتهد فيه بالطاعة والمواظبة على الصلوات وإصلاح ما بينه وبين خالقه(جل ثناؤه).
غير أن البعض – للأسف- شغله الإفراط في تناول الأكلات والمشروبات والحلويات عن روحانية وقدسية هذه المناسبة السعيدة منهمكا بنهمه دون الترفق بصحته وبجهازه الهضمي الذي خرج لتوه من مرحلة صيام يومي دام شهرا كاملا.
وأمام هذه الأعباء المناوئة لصحة الجسم في عيد الفطر وأيضا المفضية لذوي الأمراض المزمنة إلى انتكاسات خطيره تحدث الدكتور عبدالمجيد بجاش عبدالله – أستاذ علوم وتقنية الأغذية المساعد بكلية الزراعة- جامعة صنعاء قائلا:
للعيد محاسن كثيرة وعادات جميلة تمتن الروابط والألفة بين الأهل والأقرباء والأصدقاء والجيران ولا يخلو الأمر – في الوقت ذاته- من أخطاء لدى المبالغة في إكرام الضيف.. بالإلحاح عليه وإحراجه ليتناول ما يقدم له من حلوى وعصير ومعجنات وزبيب ومكسرات بينما لا يملك البعض أمامها الرفض خلال زيارات المعايدة- إرضاء للمضيف- حتى ولو ضاق بالتخمة لكثرة ما تناوله منها وهذا – بلا شك- له تأثير سلبي على صحة الجسم الذي اعتاد الصيام ولم يتكيف بعد على هضم الغذاء على اختلاف أشكاله وأنوعه ما لم يتناوله بروية وتمهل.
ولطالما يحذر الأطباء وخبراء التغذية من هذا الإفراط وينصحون بضرورة الاعتدال في الأكل وبالأخص عند تناول الدهون واللحوم الحمراء والسكريات والأطعمة المالحة ويعزون هذا المنع إلى الأضرار التي قد تلحقه هذه الأغذية بصحة الإنسان السليم فكيف بالمريض¿
وتتجلى المشكلة في صبيحة العيد لدى تناول أطعمة دسمة في وقت يكون فيه الجسم وجهاز الهضم مسترخيا في حالة خمول مما يترتب عليه ظهور أثار سريعة كسوء الهضم والاضطرابات الهضمية وأعراضهما كالانتفاخ والمغص والخمول والصداع و(البشم) والحموضة والغثيان والإسهال بل والتقيؤ- أحيانا- إذا ما ساء الحال كون الدسم يجعل عملية الهضم صعبة ويضاف إلى ما تم تناوله ليلا وبذلك تتعب المعدة كثيرا ويشق عليه هضم الطعام فتلجأ إلى إفراز المزيد من حامض المعدة.
لاشك أن الأطعمة الدسمة العسرة الهضم والعالية في محتواها من السعرات الحرارية تثير الكثير من المتاعب مثيرة الشعور بآلام البطن والمغص وتلبك الأمعاء ومن الممكن أن يؤول حال المتخم إلى الشعور بضيق في التنفس لمجرد امتلاء المعدة وحشوها حشوا وجعلها تتمدد بشكل ضاغط للحجاب الحاجز فيضغط بذلك على الرئتين ويسبب ضيقا في التنفس.
عدا عن أن الأكلات الثقيلة والدسمة كثيرا ما يؤدى تناولها الزائد في العيد إلى زيادة الحموضة وسوء الهضم أو تؤدي – مع تناول مزيج غير متجانس منها بمعية حلويات ومشروبات- إلى آلام شديدة غير محتملة تتطلب إحالة وإسعاف سريع إلى المستشفى أو تلزمهم فراش المرض بالمنزل لأيام أو أسابيع.
وهذا ينم عن الجهل بضرورة التدرج في تناول الأطعمة والمشروبات وعدم مراعاة الانتقال بجهاز الهضم من حالة التعود على راحة وخواء يومي طيلة شهر رمضان لا ينتهي فجأة ببزوغ فجر عيد الفطر المبارك.
من المؤكد