المليكي: حب المساكين والإحسان إليهم يقرب صاحبه من الله

رياض مطهر الكبسي

مقالة


رياض مطهر الكبسي –

مقالة

ها نحن نعيش أواخر أيام وليالي شهر رمضان المبارك بأجوائها الروحانيةالعابقة التي يسعى الجميع لالتماس نفحاتها الربانية فهو الشهر الذي فضله الله سبحانه وتعالى عاى سائر شهور السنة وجعل أجر الأعمال الصالحة فيه إلى سبعمائة ضعف وهو فرصة عظيمة وكبيرة لا تأتي في العام إلا مرة واحدة فقد يدركه المرء في عامه وقد لا يدركه في عام آخر.. لذلك فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أكرم خلق الله كان أجود ما يكون في رمضان إذ كان أجود من الريح المرسلة وهو بذلك يعلمنا ويحثنا على التسابق على أعمال الخير واقتناص فرصة الشهر الكريم والتماس النفحات الربانية فيه فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر وأنذر من فرط في رمضان وقال ” رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له”.. فالسعيد من يوفقه الله في رمضان ويلتمس الأجر والثواب وتشمله الرحمة والمغفرة والعتق من النار والتعيس من يخرج من رمضان كما دخل دون أن يستغل ما فيه من مضاعفات الأجر ولا يغفر له..
* يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :” الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء “.. ونحن في شهر الرحمة والتراحم شهر الخيرات والبركات ما أحوجنا أن نجسد هذا المبدأ العظيم في شهرنا هذا وفي كل شهور السنة خاصة في ظل ما نعانيه من أوضاع وظروف.. وما أحوجنا إلى أن يتلمس كل واحد أحوال من حوله وخاصة في شهر رمضان الذي من حكم صيامه أن يشعر الغني بما يشعر به الفقير ويشعر الشبعان بما يشعر به الجائع.. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ” والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا: من يا رسول الله¿ قال: من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم”.. وهذا يوضح أهمية وقيمة التراحم بين الناس ويحذر كل من له جار فقير ينام جائعا بينما يكون هو شبعانا.. وليس هذا فقط فالتراحم والتحبب بيننا يكون بعدة طرق بزرع ابتسامة وإشباع جائع وكسوة عار والوقوف إلى جانب المحتاج والسعي في الخير وإصلاح ذات البين ودرء الخلافات ..
التكافل وتصفية النفوس
* يرى كثير ممن التقيناهم أن التراحم والتكافل يصفي النفوس ويقوي الروابط بين الناس ويزيل الأحقاد ويقولون إن شهر رمضان فرصة كبيرة لتجسيد التراحم والتكافل في ما بيننا وخاصة أننا في العشر الأواخر من الشهر الكريم التي فيها ليلة القدر وثلث العتق من النار كما يقال وهي فرصة لمراجعة النفوس والأعمال وتعويض التقصير في الأيام الماضية.. والحرص على تجسيد مبدأ التراحم بأي طريقة سواء بإفطار الصائم ” من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجره شيئا” ومساعدة المحتاجين وتفقد أحوال الجيران وقضاء حوائج الناس إلخ من الأعمال حتى بالكلمة الطيبة.. ويقول الأخ ماجد علي: إن التراحم بين الناس مهم وضروري لغرس المحبة في النفوس وتصفيتها والتراحم من كل واحد على قدر ما يستطيع.. ويروي أحدهم قصة ظريفة ومحفزة أن صديقا له تعود على إقامة موائد رمضانية في بيته ويدعو إليها الناس خاصة الغرباء والمساكين وغيرهم وكانت زوجته تقوم بإعداد المائدة من قبل الظهيرة وعندما توقف في يوم عن ذلك لأنه قال إن أهل بيته تعبوا ويريدهم أن يرتاحوا قليلا زعلت زوجته واختلفت معه لأنه قطع فعل الخير ولم يتصالحا إلا عندما وعدها بأنه لن يقطع مائدة إفطار الصائمين لأن في ذلك أجرا كبيرا وعظيما أما التعب فإنه يزول وينتهي..
التنافس في الخيرات
* يقول الداعية رشاد المليكي – خطيب جامع الكميم: إن رمضان مجال كبير للتنافس في الخير سواء أكان على المستوى الفردي أو الجماعي فعلى المستوى الفردي الصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتكبير والدعاء فيكون ديدنه كثرة الذكر ونحوها.. أما على المستو الجماعي فهناك أولا الصلاة جماعة في وقتها فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله¿ قال:” الصلاة على وقتها”.. ثانيا إطعام الطعام.. فإطعام الطعام قضية أساسية في الفكر الإسلامي والحياة الإسلامية بحيث تحتل قضية الحث عليها المرتبة الثانية بعد التوحيد مباشرة قال الله تعالى في حيثيات هلاك الهالكين:” إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين” فهذا في من لا يحض على طعام المسكين أما من يمنع طعامه ويضيق عليه فيه أو يحتكره ويرفع سعره ويشق عليه فهذا له عند الله ما يستحقه.. ويضيف الشيخ المليكي: ومن أمور التراحم إطعام الطعام وتتجلى أهمية ذلك في الحث على إفطار الصائم وبيان عظيم أجره ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :” من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”.. وفي رواية

قد يعجبك ايضا