لنرفض ثقافة الموت
جمال حسن
جمال حسن –
رغم أني ضد جماعة الأخوان لكن أن يتحول المشهد إلى قتل مستمر شيء مريع. لم أكن أتمنى ذلك. لكن لست مع أولئك الذين يعتقدون أن القتل سيقدم لهم انتصارا. كما قال أحد القيادات الإصلاحية عن تقديم آلاف القتلى من أجل نجاح الثورة أو ذهاب توكل لساحة رابعة. معتقدة أنها وشم حظ للثورات المسألة اليوم معكوسة. مسار الأحداث ليس في صالح الخطاب الذي أطلقته توكل: كلما زدنا شهيدا كلما اهتز عرشك. المؤسف أيضا أن هناك جانبا في المشهد واضحا يبدو فيه الإخوان يتعرضون لظلم لكن هم يساهمون في ذلك. لا أحد يتعاطف معهم. والسبب خطابهم الفج والمؤسس على العنف. رغم ما يحدث ويتعرضون له هناك قلق من التعاطف معهم. في الواقع أنا لا أفضل قضية التعاطف. أن نكون ضد القتل هذا أولا بصرف النظر من يكون وراء القتل. من أجل التأسيس لخطاب يرفض أي عنف لنرفض كل قاتل وكل دعوة تطلب الموت من أجل الانتصار. لنرفض ثقافة الموت..
مع كل ما يحدث هناك أيضا صورة مثيرة للذعر. ذلك التأكيد على الكهنوت. أنا دائما أقول للمدافعين عن ديمقراطية يريدونها فقط في صناديق الانتخاب لأن إيران دولة كهنوتية إرهابية ان دولة العسكر أقل رعبا من دولة دينية. علينا فهم ذلك أولا من أجل التأسيس لدولة ديمقراطية. في خطاب مرشد الإخوان في مصر يقول أن عزل مرسي اكبر جرما من هدم الكعبة.. تشخيص الحركات الدينية للدين دائما يقع في فخ الشهوانية. لا اقصد فقط شهوانية جسدية بل غرائزية تستخف بالعقل. اليوم يطالب الإخوان في مسيراتهم بطرد السفير الأمريكي والإسرائيلي من مصر. انها آلة هائجة لا تفكر.في الأمس القريب كانوا في الحكم ولم يخطوا تلك الخطوة رغم لا معقوليتها. ما قام به مرسي هو طرد السفير السوري. بالطبع من الحمق أن تتصرف حكومة عاقلة ملتزمة باتفاقيات دولية بإجراء يطرد السفير الامريكي. شخصية الإخوان تعيش على توظيف اشتهائي استخفاف واستهبال في الواقع هي تلك شخصية الحركات الدينية مع اختلاف درجات الحمق والجنون.
مع ذلك الموقف الأمريكي مازال ينحاز للإخوان لم يساند حليف تاريخي كحسني مبارك كما تخلى عن شاه إيران الصديق الدائم. رغم كل ما قدمه الشاه لواشنطن. فالشيء الذي لم يغفر له كان نزوعه للحداثة. أمريكا لا تحرك العالم لكنها توظف الواقع وهناك في واقعنا ما تفضله أمريكا ويلائم تواجدها.. فتدخلت في العراق ودمرت جيشها لمصلحة الطوائف الدينية كما لم تمانع من تسليمها لإيران العدو الآخر. ما تقوم به السياسة لعبة مزدوجة تؤمن بغاية بمصلحة مهما تشكل الأعداء أو الأصدقاء فهم طبيعة واحدة أمام غاياتها. وأن نتشكل مجددا على الطريقة العراقية وربما الأفغانية فهذا ما يلائم واشنطن. هل نسمح كأمم أن نعود أكثر وراء العصر. هل هذا صراعنا الحق من أجل الله. إن هل عادت أفغانستان إلى الله.. حتى إيران مع الفارق الهائل هل أعادها ولاية الفقيه إلى الله. مزيدا من التشدد لا يعيدنا إلى الله. الشيطان يعيش في التعصب حيث يزدهر القتل والخراب. لعبته تقوم على تقمص دور الله من أجل هلاكنا. انه يتقمص دور الرب لندخله على غفلة في معابدنا وصلواتنا. لنقرره متخفيا برداء إله.