على اليمنيين مواصلة القبض على جمرة الاستحقاق السلمي الرشيد بالحوار:

حاوره: محمد محمد إبراهيم


حاوره: محمد محمد إبراهيم –
– قوة الشرعية القائمة تكمن في توحيد مرئياتهاالمشتركة تجاه التحديات الجوهرية
– علينا التخلي عن ثقافة الماضي السلبي وتحاشي مصيدة القطيعة مع الماضي الايجابي
– الذاكرة الماضوية الناصعة-فقط-أساس الحاضر السويú ومن يشوه الماضي سيشوه الحاضر جبرا لاخيارا
– على الساحات التحصن بثقافة الأخلاق الأولى وأن تظل مثالا للنظام والقانون فالبناء العشوائي أبعد ما يكون عن نبل الأهداف والمقاصد
– جميعنا متشاركون في صنع الماضي بإيجابياته وسلبياته وليس من أحد يخلو من العيوب
– دعينا بعد حرب صيف 94م إلى عدم ترك الحزب الاشتراكي في مهب الريح واليوم ندعو أيضا لعدم ترك المؤتمر الشعبي العام لنفس المصير
بالأمس تجادلنا واليوم نتجادل وغدا نتجادل وينمو أبناؤنا على عاصفة تستهلك الوقت الذي يحز في عنق أعمارنا بسرعة غير متوقعة وحين يبلغ الوريد الآخر يكون قد أجهز على مستقبل كان لزاما علينا إنجازه.. البعض يثبت أن له المستقبل ولك الماضي والبعض الآخر ينتظر حتى يخلو الجو ليثبت لك وللجميع إنه الأصوب بينما ثمة من يتربص للبدء بمرحلته التي ستكون سيفه الحضاري لإجلاء الماضي من ركب المستقبل وتعبيد دروب الوصول للغد ليتفاجأ أن للغد مخالبا ونهايات أتقن بذلك التربص إنتاجها بكفاءة بالغة.. بينما لا أحد منا يسأل نفسه ماذا أفعل اليوم لأراه أنا وإبني غدا نجاحا واضح الإنجاز..
راهنا تظل أسئلة الحير مفتوحة على معطيات الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي وعاصفة الربيع العربي التي كبرتها مأساة الـ (بوعزيزي) ثقاب التغيير المعاصر.. كانت الأجندة الاستفهامية كبيرة بحدود موسوعية من سأحاور.. فهو مراقب سياسي اعلامي متخصص بالشأن اليمني ودكتوراه في الاقتصاد وعالم تاريخ جمالي وفلسفي متناهي التراكم المعرفي اللغوي بحكم إجادته عدة لغات وسابر أغوار الفرق العقدية في تاريخية اليمن وعلاقتها بمحور فوران السياسة والصراعات الحاكمية في الجزيرة العربية وملم بمرجعيات النظم الاتحادية والديمقراطيات العالمية ومخضرم المعاصرة عن قرب لتجاذبات العملية السياسية وتآكل الزمن بمناطقه الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل تحت وطأة الجدل العدمي لهذه التجاذبات وفوق كل هذا يبدو حاضرا سريع البديهة – منسابا حديثه كالنهر- شجاع الاعتراف بأخطاء الماضي على مختلف المسارات والاتجاهات باعتبار ذلك ضربا من أخذ العظة والعبرة والاستفادة من تلك الأخطاء وجعل هذه الفائدة لبنة أساسية في تكوين الحاضر الإجرائي العملي وليس الجدلي وهي الخطوة التي وبدونها سيفاجئنا المستقبل بترحيلنا على شمال الصفر مجبرين لا مختارين مسيسي المظهر والصوت لا أنقياء السريرة والعمل لمن بعدنا.. إنه حوار مطول لكنه شيق لغة وفلسفة ودلالة ومعالجة تطرق فيه المراقب السياسي والاعلامي المثقف الموسوعي/ الدكتور عمر عبد العزيز لمختلف الملفات اليمنية الجدلية والمطروحة على طاولة مرحلة انتقالية مثقلة بالتداعيات والتجاذبات السياسية التنازعية محليا واقليميا لكن البداية كانت من راهن الجدل العدمي على الساحة اليمنية.. إلى تفاصيل ما دار في الحلقة الأولى من الحوار:
حاوره: محمد محمد إبراهيم
> دكتور عمر في بدء هذا الحوار السياسي سننطلق من جدل الحاضر.. فثمة قوى أسهبت كثيرا في التغني بالمستقبل دون ترجمة عملية للشعارات وأخرى شدت فعلها وتصرفها إلى الماضي.. بينما الحاضر هو حلبة الجدل العدمي أو العقيم في تصاعد لا يخدم عامل الزمن.. برأيكم إلى أي مدى سيسهم هذا الجدل العدمي في ضياع فرصة البدء بوضع اللبنات الأولى للمستقبل¿
سأنطلق في إجابتي من كلمة العدمية وسأحاول تقديم قراءة لهذا المفهوم في إطار الزمن ونحن نعلم تماما أن الزمن الفيزيائي يمتد من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل والعدميون هم الذين يقفزون على أحد هذه المستويات بمعنى أن من يقرأ التاريخ قراءة استطراد بين الماضي والحاضر والمستقبل فإنه إنما يقرأ التاريخ بروحية التفهم والتمثل لنواميسه أما الذين يقرأون التاريخ من خلال القطيعة مع الماضي-على سبيل المثال- أو من خلال عدم التطلع إلى المستقبل أو من خلال الإقامة في الماضي أو من خلال الاعتقاد بأن الحاضر قد أنجز كل شيء.. هؤلاء هم العدميون. هؤلاء هم الذين يقومون بتقطيع أوصال الزمان بما يؤدي إلى تقطيع أوصال المكان ويؤدي إلى إنكار الترابط بين الأجيال فتنتفي المعاني وتزداد الحيرة ويصبح الاشتباك غير الحميد مع الذات والآخر سمة سائدة في المجتمع.. ولهذا السبب أعتقد إنه في ظروف التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي واليمن ضمنا تنشأ هذه الأسئلة.. وهي تعكس نوعا من الاستدعاء السلبي للزمان والمكان مزاجها إقامة سلبية في الماضي وتشويه للحاضر ونكران للمستقبل.
>

قد يعجبك ايضا