مدينة الهجرين موطن الشاعر إمرؤ القيس والصحابي وائل بن حجر و بن خلدون
بقلممحمد بن محمد العرشي

بقلم/محمد بن محمد العرشي –
اليمن غنية بآثارها وتراثها العلمي والفني والاقتصادي والزراعي وتنوع أزيائها وفنونها ولهجتها وتنوع إبداعها في الأدب والشعر وتعدد مدارسها الإسلامية التاريخية وكثرة هجرها العلمية على مستوى المحافظات والمديريات والعزل والقرى. وهذا التنوع يختلف من محافظة إلى محافظة ومن مديرية إلى مديرية ومن عزلة إلى عزلة أخرى ولا يوجد هذا الثراء والتنوع والتعدد في أي دولة من الدول إلا نادرا وهذا التنوع والثراء في جميع الثروات لا يمكن أن يوجد إلا في قارة.
وها هي حضرموت نقدمها للقارئ لتأكيد صدق ما ذهبنا إليه وما علينا نحن اليمنيون إلا أن نحافظ على وحدتنا ونسعى إلى استغلال هذه الثروات بروح الفريق الواحد. وقد أثبتت شواهد التاريخ أن اليمن كيان موحد عبر تاريخه الطويل وأن الذين ينادون بالإنفصال هم مدفوعون من الجهات التي كانت وراء انفصال جنوب السودان عن شماله وهل تأملنا ما هو وضع جنوب السودان وشماله حاليا¿. كما جغرافية اليمن تؤكد أيضا أن موارد مياهها تنبع من مصدر واحد وأن الذين يسعون إلى إعادة التشطير ربما لا يفهمون التاريخ اليمني ولا جغرافية اليمن الموحد ونحن مع من ينادي بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات.
أخي القارئ الكريم …
وادي حضرموت
يعتبر وادي حضرموت أكبر أودية اليمن حيث أعتبره الهمداني ثالث ثلاثة من أكبر الأودية في الجزيرة العربية ويبدأ من وادي عمد ودوعن ووادي العين جنوبا ويتجه إلى الكسر شمالا ثم يتجه إلى قبر النبي هود شرقا حتى بحر العرب مرورا بمركز حوره وهينن والقطن وشبام وسيئون وتريم ومن قعوضة غربا إلى الربع الخالي مرورا بالخشعة (الفوهه) وهو وادي خصيب يعتبر غنيا بالثروة الزراعية ويعتبر من أهم الوديان الزراعية في الجمهورية اليمنية يشتهر بكثرة النخيل وجودة التمور ويعتمد أهل الوادي في زراعة أراضي الوادي على الأمطار من خلال السوائل التي تأتي من الوديان الفرعية والتي تصب فيه من الجهتين وينحدر من الهضبة الحضرمية والتي يشقها الوادي إلى نصفين يسميان بالهضبة الشمالية والهضبة الجنوبية وتوجد في هضبته الجنوبية أودية فرعية هي وادي دهر ورخية وعمد ودوعن والعين ومنوب بن علي وعدم وعينات وتنعه وسنا.
وتجري في هضبته الشمالية أودية هينن وسد ونعام وجعيمه وثبي والجون. ويشتهر وادي حضرموت بالتراث المعماري لمحافظة حضرموت والذي يتمثل بالعمارات الطينية والتي اشتهرت بجمالها وتعدد طوابقها حيث سميت بناطحات السحاب ولا سيما في المدن التاريخية مثل مدينة سيئون وشبام وتريم وقد قال الشاعر في وادي حضرموت:
يا وادي الخير تسلم في النزول والطلوع
يالله بشربة هنية من نفانيف القزوع
السدر هو والعضاء والعشب من كل نوع
والطير يشدو على الأغصان وسط الزروع
وادي دوعن
وادي دوعن في محافظة حضرموت وقد ورد اسم وادي دوعن في كتاب صفة الجزيرة العربية للهمداني تحقيق المرحوم القاضي محمد علي الأكوع في عدة مواضيع باعتباره من أهم الوديان في حضرموت الذي يوجد فيه العديد من الكنوز الحضارية من الحصون والسدود والثروات الزراعية حيث كان يزرع فيه النخيل والعطب وأشار الهمداني أنه يوجد في دوعن مدينتان وهما شزن, وذو أصبح وقد ورد اسم دوعن في كتاب البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع بأنه موضع في حضرموت ووادي دوعن يتفرع إلى واديين كبيرين يقال لأحدهما الأيمن والآخر الأيسر وهو ضمن الروافد الحيوية الأساسية لوادي حضرموت والتي يشمل ثلاثين مصبا ويبلغ طوله من غيل باحكوم إلى ما يقابل بلدة صف من مجرى الوادي بنحو ثلاثين كيلو وأربعمائة متر ويبلغ عرضه من 300 إلى 500 متر كما ذكر ذلك الكاتب سالم عبدالله سلمان في كتابه (دوعن الواددي الجميل) ومن مدن وادي دوعن: رباط باعشن الخريبة عوره قيدون بضة هدون صيف صبيخ قرن ماجد مدينة الهجرين وفي الحقيقة هي الآن قرى ماعدا مدينة الهجرين ورباط باعشن التي يمكن أن يطلق عليها اسم المدينة.
ويعتبر وادي دوعن من أهم المناطق اليمنية التي سكن فيها اليمنيون خلال المراحل التاريخية المتعاقبة من قبل الميلاد وذلك لتوفر مقومات الحياة مثل توفر المياه والأرض الزراعية الخصبة وقد انتشر في هذا الوادي الكثير من المواقع الأثرية ولكن لم يتم التنقيب فيها عن الآثار إلا في بداية القرن العشرين حيث قامت البعثة الأثرية الأمريكية برئاسة الدكتور(DR. GERTRUDE Caton – Thompson) وقد عثر على العديد من النقوش في بقايا معبد في أحد المواقع الأثرية غربي مدينة حريضة في مدخل وادي عمد جنوب شرق سيئون حيث اكتشف معبد الإله سين وقد تضمنت هذه النقوش اسم المعبد وهو قثم ووجد فيه بعض الأدوات التي كانت تستخدم في الطقوس الدينية مثل المذ