ذهنية التخريب لن تحبط إرادة التغيير

كتبالمحرر السياسي

 -  لا شك أن أعمال التخريب التي تتنقل من مكان إلى آخر مستهدفة ضرب الخدمات الأساسية والمنشات الاقتصادية
كتب/المحرر السياسي –
لا شك أن أعمال التخريب التي تتنقل من مكان إلى آخر مستهدفة ضرب الخدمات الأساسية والمنشات الاقتصادية في محاولة يائسة لعرقلة حركة التغيير في المجتمع لن تثني اليمنيين عن مواصلة السير في اتجاه هذا التحول وذلك من خلال تمسك الأطراف السياسية بعملية الحوار الوطني الذي بات يمثل – بالنسبة للجميع – طوق النجاة وسفينة الإنقاذ للإبحار نحو المستقبل.
هذا هو مضمون الكلمة الضافية التي ألقاها الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في حفل الإفطار أمام أعضاء مؤتمر الحوار الوطني .. وفيها من الدلالات والإشارات ما
يحفز على ضرورة مجابهة هذه التحديات فضلا عن كشفها وأولئك الذين لا يتورعون في التخطيط والتمويل لها وذلك لحسابات أنانية ضيقة تتنافى مع مصالح الشعب اليمني في
التطور والاستقرار والنماء.
ولما لم يكن جديدا التنبيه إلى مخاطر هذه الاعتداءات على شبكة الخدمات الأساسية كالكهرباء والنفط والغاز واستفحال عملية الإرهاب والتخريب فإن الأمر الإيجابي الملفت في هذه الاتجاه أن تتضافر الإرادات والجهود الوطنية المخلصة في التصدي الواعي لمثل هذه الأعمال الإجرامية وفضح أشخاصها و رموزها و إحالتهم إلى القضاء لينالوا عقابهم الرادع .. والعمل في آن واحد على تحفيز الأداء ومواصلة وإنجاز المهام الوطنية الماثلة أمام القوى السياسية على الساحة الوطنية وفي مقدمة ذلك استكمال عملية الحوار الذي يسير بصورة إيجابية تبشر بالخير ويدعو إلى التفاؤل .. وهو ما يعد – في حد ذاته – بمثابة الرد الشافي على أوهام محاولة العودة بالوطن إلى مربعات الماضي واجترار مآسيه ورواسبه التي ثارت عليها حركة الشباب التغيرية على امتداد
الوطن.
وإزاء هذه التحديات والصعوبات المفتعلة فإن المسئولية الإضافية تقتضي أيضا الإنكباب على مواصلة مسيرة التحول وتشمير السواعد في إطار انجاز هذه المهام الوطنية الكبرى وعلى النحو الذي يترجم تطلعات الجماهير اليمنية في استكمال التغيير وإقامة الدولة المنشودة دون الالتفات إلى تلك القضايا الجزئية أو الصعوبات التي قد تبرز بين فرقاء التسوية السياسية أحيانا لذلك فلا غرابة بأن يركز الرئيس عبد ربه منصور هادي – وفي أكثر من مناسبة – على أهمية تخطي كل العراقيل أمام مؤتمر الحوار.. وبالتالي العمل على ألا يخيب ظن اليمنيين في إقامة منظومة حكم جديدة لا تعيد إنتاج الماضي بأي صورة من الصور. وأمام هذه السياقات فإن على الجميع -وتحديدا خلال ما تبقى من مرحلة الحوار- أن يتسلحوا بالعمل والأمل معا بوضع رؤية لصياغة المستقبل المنشود وحل المشكلات الحقيقية المتمثلة في إشكالية توزيع الثروة والسلطة وضرورة إشاعة وترسيخ قيم العدل والمساواة والحرية والحكم الرشيد خاصة وأن هذه التطلعات العظيمة لا تصنعها الأماني فقط وإنما تأتي بالإرادة والعمل المثابر والاصطفاف الوطني .. وقبل كل هذا وذاك الاعتماد على الذات لصياغة مشروع النهوض اليمني الحديث خاصة وأن المجتمع الدولي بأسرهö يقف إلى جانب التجربة في ريادتها وأسبقيتها السلمية وتوفير ضمانات تأصيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة .. وهي التجربة التي أدهشت العالم واستحقت كل هذا الثناء والتقدير والإعجاب .. كل عام والجميع بخير.

قد يعجبك ايضا