انتحار سياسي مع سبق الإصرار!!

كتب المحرر السياسي

 - □ كان الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي واضحا في كلمته التي افتتح بها أول من أمس الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني عندما أكد بأن من يدعون إلى مقاطعة الحوار سينالون
كتب/ المحرر السياسي –

□ كان الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي واضحا في كلمته التي افتتح بها أول من أمس الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني عندما أكد بأن من يدعون إلى مقاطعة الحوار سينالون من غضب الشعب اليمني وسوف تطالهم العقوبات الدولية والأممية على اعتبار أن المجتمع الدولي يدعم ويرعى بقوة التسوية السياسية الراهنة في اليمن .. كان الرئيس يحذر بعض القوى والأطراف من محاولات إعاقة العملية السياسية والتصدي لإرادة الشعب اليمني في المضي قدما نحو التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة الآمنة والمستقرة ذلك أن المجتمع الدولي حين يؤكد دعمه للتسوية الراهنة في اليمن فإنه يعبر عن احترامه لإرادة الشعب اليمني وحقه في الاستقرار والعيش الكريم والانتقال باليمن إلى آفاق رحبة من النمو والازدهار وهو بذلك يضمن نجاحها ناهيك عن أنه يعتبرها نموذجا فريدا وإيجابيا في المنطقة يعكس تطلعات الشعب اليمني الذي منح ثقته الكاملة والصريحة في الرئيس هادي لكي يقود سفينة الوطن إلى شاطيء الأمان ويخرج اليمن من شرنقة الأزمات وموروث الصراعات التي كادت تعصف به وبمقدراته ومكاسبه إبان الأزمة الأخيرة.
وفي ضوء ما سبق فإن مواقف الأطراف والقوى المشاركة في الحوار الوطني المؤيدة للاستمرارية والمشاركة في هذه العملية السياسية قوبلت بارتياح واسع سواء داخل فعاليات المؤتمر أو خارجهö فيما ترك انسحاب بعض القوى أو دعواتها إلى مقاطعة الحوارالكثير من التساؤلات والاستغراب على حد سواء !
إن مبعث مثل هذه التساؤلات وعلامات الاستغراب حول تلك المواقف السلبية إزاء استحقاقات الحوار لا تكمن – فقط – في مجرد التعبير عن موقف سياسي ما بل أنها تروم في أهدافها ومراميها إجهاض عملية التسوية السياسية برمتها وعرقلة كل الجهود الوطنية والدولية لإنجاح مسيرة التحول الذي ينشده اليمنيون جميعا .
ومن الغرابة حقا أن تتخذ بعض هذه القوى السياسية المشاركة في عملية التسوية السياسية هذا الموقف السلبي والتنصل من هذه الاستحقاقات الوطنية بامتياز خاصة وهي تدرك تمام الإدراك أنها تتنصل من أهم الالتزامات سواء أمام الشعب اليمني أو تجاه الاشقاء الذين أطلقوا ورعوا المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتحديدا قراري مجلس الأمن 2014 – 2051 اللذين يعرضان معرقلي التسوية لعقوبات صارمة بل أن إشارات المبعوث الأممي جمال بنعمر قبيل مغادرتهö صنعاء أمس إنما تحمل في طياتها دلالات واضحة لا لبس فيها وهو يشير إلى أنه سيضع تقريرا غدا ( الثلاثاء ) أمام مجلس الأمن حول الصعوبات التي تعترض مسارات التسوية في مرحلتها الثانية بعد أن كان أكد مع تدشين هذه المرحلة من الحوار استمرار تأييد الأسرة الدولية لجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في المضي قدما بهذه العملية الحضارية ودورهö البارز في إنجاح أعمال هذه التسوية فضلا عن تأكيد المبعوث الأممي على استمرار الدعم الدولي لهذه المسيرة التي يقدم فيها اليمنيون أنموذجا حضاريا يحتذى على مستوى دول ثورات الربيع العربي.
وتمشيا مع هذه التأكيدات الدولية بشأن استمرارية دعم مسارات هذه العملية السياسية وتأمين ظروف ومناخات نجاحها تبرز – مع الأسف الشديد – محاولات بعض القوى في الداخل لتقويض وإجهاض كل هذه الجهود وفي توقيت يثير الريبة والشك ويدعو للأسى والحزن حيث كان الأحرى بهذه القوى الاصطفاف في خندق التطلعات المشروعة للشعب وفي الانتصار لمتطلبات نجاح التسوية بأن تكون مخرجات الحوار الوطني ناجعة في وضع حلول جذرية لمشكلات المجتمع الحياتية المتفاقمة و الخلاص من أسر تداعيات موروث الماضي وسلبياته وصولا إلى قيم الدولة المدنية العادلة التي تكفل الحرية و المساواة و حقوق الإنسان و الحكم الرشيد .
لقد فضلت هذه القوى عوضا عن كل ذلك – مع الأسف الشديد – التخندق في زوايا السعي الحثيث لتعطيل وعرقلة هذه المسيرة بكل ما لديها من خبث سياسي و أنانية مفرطة تحسبها دهاء وذكاء بينما هي – في واقع الأمر – انتحار سياسي مع سبق الإصرار والترصد !!

قد يعجبك ايضا