خريج مع وقف التنفيذ!

عبد الرحمن بجاش

 - هل نحن شعب مخدوع¿ هل نحن مدمنون لذلك¿ أم أننا مظلومون¿ لأن لا أحد يحمينا ممن يخدعنا جهارا نهارا¿, ذات مرة وكنا في نقاش تهكمي حول مفردة من مفردات المظلومية التي أدمناها أو فرضت علينا , قال أحد دكاترة الجامعة من دارسي التاريخ ( نحن شعب نتبع من بيده العصى وفي جيبه المال ), وقال قائد كبير (
عبد الرحمن بجاش –
هل نحن شعب مخدوع¿ هل نحن مدمنون لذلك¿ أم أننا مظلومون¿ لأن لا أحد يحمينا ممن يخدعنا جهارا نهارا¿, ذات مرة وكنا في نقاش تهكمي حول مفردة من مفردات المظلومية التي أدمناها أو فرضت علينا , قال أحد دكاترة الجامعة من دارسي التاريخ ( نحن شعب نتبع من بيده العصى وفي جيبه المال ), وقال قائد كبير ( هو شعب مصيح ) وقال آخر ( هم ربلات ) إلى أي حد يكون كل ما قيل صحيحا!, أنا شخصيا لا اقبل أن يوصف شعب بما يعطي الانطباع أنه يحب الخديعة ومن يخدعه, لكن ماذا اسمي ما أراه وألمسه¿, وإليكم ما أنا بصدده لتقولوا لي أو تعطوا لكم تفسيرا لما يحدث¿! هل رأيتم احدا في هذا الكون يؤمر بأن يفرح غصبا عنه¿ ويدفع ما في جيبه على حفلة ضحك على الدقون , ويوافق على أن يفرح بينما مناسبة الفرح لا تزال في باب الاحتمال أو الغيب !! .
كل عام نر هذا العبث والخداع يمرر علينا ونخرج مرتاحين مبتسمين لعملية خداع القصد منها افراغ الجيوب من المال جيوب الغلابى إذا صح التعبير , فالجامعات عامها وخاصها تنظم حفلات التخرج لطلبة لم يتخرجوا بعد!, ولا تجد أحدا من أولياء الأمور أو التعليم العالي مثلا أو إدارات الجامعات -باعتبار أن العلم والتعليم أمانة – من يعترض , أولياء الأمور تحت ضغط أولادهم , والتعليم العالي تفاجأ بأن مسؤولين كبارا يحضرون حفلات الزار إياها وتراهم مبتسمين أمام العدسات يلقون الخطابات الرنانة وهم يعلمون أن ما يحصل خداع مكشوف لنا ولأبنائنا , بالله هذا الطالب الذي يرتدي رداء التخرج المهيب وهو على حسابه وهو يعلم انه سيخرج من قاعة الخديعة إلى سوق القات لان ( لدي مذاكره )!, طيب مش تخرجتم¿ يرد بكلمات تتداخل أحرفها: أنا مستعجل فسأمر لصور حفل تخرجي وسأذهب إلى البيت لاذاكر استعدادا للا ختبار النهائي!, طبعا لو سألت احد المنظمين¿ يقول لك : هم الطلبة! هل من المعقول أن طالبا – إلا إذا قد جنن – يحتفل بشيء لم يحصل بعد , ثم يقولون لك : أصلا الطلبة يسافرون ولا نستطيع تجميعهم !! وينسى هذا إذا يدري عن التقاليد الجامعية شيئا أن طلبة جامعة موسكو القدامى يذهبون إليها كل عشر سنوات يحتفلون بمرور عقد جديد من عمرها , ففرحتي وإحساسي بأنني أصبحت شيئا ما سيجعلني أعود من نهاية الكون للاحتفال مع زملائي الناجحين !!! . تمنيت أن اسمع احد أولياء الأمور وقد احتج على هذا الخداع , لكنني وجدت الجميع في القاعة وأنا أولهم – حضرت حفل تخرج خطيبة واحد من الأولاد – مبتسمين راضين كل الرضى, صفقنا كثيرا , وغنينا ورقصنا , وفي الخارج سألت نفسي : لماذا يهرول الخريجون¿ قال احدهم بجانبي من أولياء الأمور : معاهم مذاكرة!, قلت : ونحن ¿ قال ببلاهة عجيبة كبلاهتي : نسير ندبر لهم حق مواصلات يسيروا يختبروا …, طيب هذا الذي فرح وتصور وفوجئ في الأخير أنه لم يوفق ماذا نسمي¿ خريج وفرحان¿ أو خريج مع وقف التنفيذ !!! , يا صديقي وزير التعليم العالي رجاء رجاء رجاء أوقف هذه المهزلة بحق العيش والملح , يكفي قداحنا مخدوعين في كل شيء , لا يزيدوا يخدعونا بهذه ….. رجاءءءء .

قد يعجبك ايضا