على باب الكريم!

عبد الرحمن بجاش

 - 
هل ذهب أحدكم إلى البقالة¿ هل سأل عن سعر الزيت والسمن والصابون والمنظفات وعلب التونة, فاصوليا دقيق سكر حليب بأنواعه¿, هل عرج أحدكم إلى البهارات وسأل
عبد الرحمن بجاش –

هل ذهب أحدكم إلى البقالة¿ هل سأل عن سعر الزيت والسمن والصابون والمنظفات وعلب التونة, فاصوليا دقيق سكر حليب بأنواعه¿, هل عرج أحدكم إلى البهارات وسأل عن سعر الكمون والفلفل والزعتر حمص هيل, قرنفل قرفه جوز الهند سميد محلبية, بدنج جيلي زيت الزيتون زيتون¿ هل سيراقب أي منكم سعر الكيلو اللحمة, الدجاج هل ستذهبون إلى أسواق الخضرة وتسألون عن أسعار البطاط الطماط البسباس الكراث البامية, الجزر, البصل¿, هل سأل أحدكم عن مرتب رجل المرور¿ أما سائق التاكسي الذي ركبت معه بالأمس فقد أخبرني أنه في الأصل جندي في الجيش, ومرتبه ثلاثون ألفا هل سأل أحدكم أولئك العمال المنتشرين في الجولات عن كل المفردات التي أشرنا إليها من الزيت إلى البصل وكيف سيوفرها لأولاده لشهر رمضان¿ هل راقب أحد من حماية المستهلك إلى التموين إلى الصفحات الاقتصادية إلى منبر المسجد مسلسل الأسعار وهل ترتفع أو أنها تتراجع أو على الأقل هي ثابتة ولم تتغير¿ .
الكل يصيح ويحذر من جرعة قادمة, وكل الذين يحذرون ويصيحون ليس من أجل الفقير والمعدم بل في إطار تصفية الحسابات السياسية, وانظر فمعظم من يصيح ويولول من المصابين بالتخمة!, يحذرون الناس من جرعة رسمية ولا يقولون للتاجر: لا تفرض جرعتك كما أنت متعود كل عام وخاصة قبل الشهر الكريم!, لقد تعودنا السكوت وهذا ما أدى بنا إلى ما نحن عليه الواحد منا ينتظر لدبة البترول 17 يوما بالتمام والكمال وحين يصل إليها يخرج منتصرا وإن كان نصفها ماء زلال!, هكذا نحن رزق للعابرين ممن كبرت كروشهم إلى درجة أنهم لا يرون من انتفاخها إلى من يجلسون في الأرض, لذلك تراهم يصرخون في وجهك: أين الفقراء¿¿ انتم مجرد حاقدين موتورين! وبالفعل نحن كذلك!, الآن من يصرخ يذهب بأنظار الناس إلى سعر البترول وأعلم جيدا أن ارتفاع سعره سينعكس على أسعار المواد الغذائية بالضرورة, لكن انظر إليهم فلا يحتجون إلا على رفع سعر البترول أما رفع الأسعار في البقالات ودكاكين البهارات فلا أحد يتكلم فالمؤسسة الاقتصادية توفي ما نقص حتى اللحمة ترسلها إلى المنازل إياها!, وهم لا يريدون أن يرتفع سعر الدبة البترول تحديدا حتى يظل أولادهم ( يفحطون ) فوق رؤوس عباد الله!.
الآن هل هناك من يقول ويناشد ويطبق القانون إذا وجد عمن ينفذ كل يوم جرعة جديدة في البقالات ومحال الجزارة¿ هل يدرون بأن سعر كيلو اللحمة العجل الصغير قد وصل إلى 2500 ريال تكتشفها في البيت أنها (مبلولة)!, وما عليك إذا أردت الأرخص إلا بلحمة ثور كبير تظل بجانب قدرها تنتظر الفرج فلا يأتي فتكتشف أن دبة الغاز تبخرت تحت قدرها! فلا هي نجحت .. ولا الغاز بقي في الأسطوانة, أقول من هنا وهو سلاح العاجز: يا تجارنا معظم الناس ومن الطبقة الوسطى إلى أدنى طبقة أصبحوا فقراء فعلى الأقل وجزء من العبادة راعوهم بألا تفرضوا جرعكم .. وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك ايضا