تربويون في‮ ‬قفص الاتهام

عبدالوهاب البناء

عبدالوهاب البناء –

‬إن افتقارنا إلى مقومات المعلم الناجح‮ ‬يعود إلى مخرجات التعليم‮ ‬سواء كان التعليم جامعيا‮ ‬أو معاهد المعلمين‮. ‬فنسبة إقبال من‮ ‬يرغبون العمل في‮ ‬هذه المهنة الشاقة‮ ‬يسير جدا‮ ‬نسبة إلى من‮ ‬يرغبون الإنتساب إليها كوظيفة لها عائد شهري‮ ‬وبالتالي‮ ‬لسنا بحاجة إلى بحث لتوضيح جوانب القصور عند كل معلم وإن اختلف من شخص إلى آخر‮. ‬السؤال هنا إذا سلمنا جدلا‮ ‬أن الفأس قد وقع وما علينا الآن هو أن نعالج مثل هذه الظاهرة‮ ‬إذا جاز لنا تسميتها بهذا الاسم فقصور أداء بعض المعلمين والمعلمات واضح وجلي‮ ‬فإننا لا نجد مدرسة إلا وهي‮ ‬تشكو من عدم توصيل المادة العلمية إلى الطالب من قبل بعض المدرسين والمدرسات في‮ ‬كافة التخصصات‮. ‬ومن أهم الأسباب التي‮ ‬واجهتنا ضعف شخصية المدرس أو المدرسة في‮ ‬ضبط الفصل وإن كنت أطلب التوقف هنا فهذا السبب ربما كان كافيا‮ ‬للوقوف أمامه فنحن على علم أن كلية الشرطة أو أي‮ ‬كلية أخرى لا‮ ‬يقبل فيها من‮ ‬ينتسب إليها إلا بعد اختبار قبول‮ ‬يجتازه الطالب بصعوبة فلماذا لا‮ ‬يكون لكلية التربية إختبارات مثل هذه‮.‬
إذا‮ ‬من نضعه في‮ ‬قفص الإتهام نضع ذلك الشخص الذي‮ ‬وجد طريقا‮ ‬سهلا‮ ‬للعمل بوظيفة مدرس أم من هيء له الوصول إلى مستوى لا‮ ‬يستحقه‮.‬
كثيرة هي‮ ‬المهن البسيطة التي‮ ‬لو سألت أحدا‮ ‬هل تجيد أن تكون نجارا‮ ‬أو سباكا‮ ‬أو كهربائيا‮ ‬لقال لك لا‮ ‬رغم أن تعلمها لا‮ ‬يتعدى أشهرا‮. ‬أما عن مهنة التدريس فحدث ولا حرج وبتنامي‮ ‬هذه الظاهر المتعلقة بقصور المعلم في‮ ‬أداء مادته عزاها البعض إلى أن موضوع القصور نتيجة لإزدحام بعض الفصول مما‮ ‬يعيق قدرة المدرس كأن‮ ‬يشمل معظم طلابه بالمشاركة والنقاش وعلى أثر هذا ظهر التعليم الأهلي‮ ‬وكنا قد استبشرنا في‮ ‬البداية لكن عدم وجود الأهلية من أصحاب المدارس الأهلية وكذلك الضوابط التي‮ ‬من شأنها تنظيم عمل المدارس الأهلية تركت الفرصة أمام المنتفعين في‮ ‬اختيار من لا‮ ‬يملكون الكفاءة في‮ ‬هذا الحقل فهم لا‮ ‬يمانعون العمل ولو بمرتب ضئيل قد‮ ‬يصل بعض الأحيان إلى إثني‮ ‬عشر ألف ريال¿ أصبح المهم في‮ ‬التعليم الأهلي‮ ‬أن‮ ‬يكون للمدرسة مبنى وزيا‮ ‬خاصا‮ ‬بهم وباصات تصل إلى البيت مقابل رسوم تصل بعض الأحيان إلى أكثر من مائتي‮ ‬ألف ريال للطالب الواحد هذه في‮ ‬المتوسط في‮ ‬حين‮ ‬يصل إلى ثلاث ألف وخمسمائة دولار في‮ ‬بعض المدارس‮. ‬من منا‮ ‬يتوقع أن طالبا‮ ‬دفع للمدرسة الأهلية رسوما‮ ‬قدرها ثمانون ألف ريال ويأتي‮ ‬آخر العام في‮ ‬كشوف الراسبين¿ أما بعض مدراء المدارس الحكومية والذين‮ ‬يعانون من قصور أداء بعض المدرسين فقد لجأوا إلى استخدام البديل‮ ‬والموضوع
يخضع لسببين الأول عدم تمكن المدرس من إداء مادته والثاني‮ ‬انشغاله بعمل آخر‮. ‬كانت النية في‮ ‬البداية حسنة الهدف منها تحسين الوضع بكادر متخصص ويا فرحة ما تمت‮ ‬أخذها الغراب لأن الراتب إذا كان أربعين ألف ريال فهو‮ ‬يقسم بين عشرين للمدرس البديل وعشرة ألف للمدير وعشرة ألف لصاحب الشأن المدرس الأصلي‮ ‬ولهذا فالمدير لم‮ ‬يعد‮ ‬يهتم بكادر متخصص بقدر اهتمامه من العائد عليه فلو جاء بكادر متخصص ومتمكن فإن فرصة حصوله على العائد ستقل في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الضمير أولا‮ ‬والرقابة الدورية وإن كان علاج مثل هذه المشكلة لا‮ ‬يتأتى إلا بنظام التوقيع بالبصمة فالمدير أصبح همه أن‮ ‬يزيد عدد المدرسين البدائل وعدد البوافي‮ ‬والتفكير في‮ ‬جمع الفواتير المزيفة ومن ثم عرضها على المفتش ا

قد يعجبك ايضا