المعلم والمهنة الأصعب!!

خليل المعلمي


 - ستظل مهنة التعليم هي المهنة الأصعب في كل الأزمان والأوقات وفي كل الظروف والأحوال بل وفي كل البلدان حتى مع تطور أساليب وطرق التعليم الحديثة. 
وكما أن أي مهنة يتطلب
خليل المعلمي –

ستظل مهنة التعليم هي المهنة الأصعب في كل الأزمان والأوقات وفي كل الظروف والأحوال بل وفي كل البلدان حتى مع تطور أساليب وطرق التعليم الحديثة.
وكما أن أي مهنة يتطلب منها أن تحقق الأهداف المرجوة فإن مهنة التعليم تتطلب من المعلم أن يقوم بتحقيق أهداف كثيرة وعظيمة ومن أهمها بناء الأجيال التي على أساسها تستقيم الحياة ويتحقق العدل والمساواة لصياغة المستقبل المنشود بالتقدم والرقي.
وبالنظر إلى هذه المهنة فهي تختلف عن أي مهنة أخرى فهي تتطلب الجهد الكبير والتنوع في الإبداع والأساليب واكتشاف المواهب في كافة المجالات والعمل على تنميتها ورعايتها وتوجيهها بالطرق الصحيحة والكفيلة للاستفادة منها..
وهذه الجهود لا يمكن أن يقوم بها إلا المتميزين من المعلمين الذين يتطلعون إلى بناء مستقبل مشرق ويشعرون بالانتماء الحقيقي للوطن.
إن الاهتمام بالمحور الأساسي للعملية التعليمية وهو المعلم يعني الاهتمام بهذه المهنة والارتقاء بها وتحقيقا لأهدافها واستمرارا لتطويرها والذي يعني تطوير البلاد وتقدمها وبناء جيل جديد يعتمد عليه مستقبلا.
والمعلم في بلادنا لا يحظى بأي بالتقدير والاهتمام الكافيين لما يقدمه من جهود كبيرة تجاه هذه المهنة الصعبة وعلى العكس من ذلك فكثيرا ما يتم توجيه اللوم إليه في الكثير من الأحيان عندما لا تتحقق الأهداف التعليمية المطلوبة لوجود معوقات كبيرة مثل تكدس الطلاب في الفصول وانعدام الوسائل التعليمية وغياب البيئة التعليمية لسير عملية التعليم خاصة في الأرياف.
إن البيئة التي يعمل فيها المعلم تختلف عن أي بيئة يعمل فيها أصحاب المهن الأخرى فهو يبدأ يومه من الصباح الباكر يخرج إلى مدرسته برفقة طلابه يقف معهم في طابو الصباح يستنشق معهم الغبار الذي يصعد من أرضية المدرسة يشاركهم شجارهم وصياحهم فرحتهم بل ويشاركهم همومهم ومن ثم يعود إلى البيت محملا بكراساتهم لمعاينتها والتحضير للدروس القادمة إن هذه البيئة تختلف عن بيئات العمل الأخرى في مكاتب العمل الأخرى سواء القطاع العام أو الخاص حيث نجد الموظفين على مكاتبهم أمام أوراقهم وملفاتهم في بيئة عمل تخلو من ضجيج التلاميذ وشكاوى أولياء الأمور.
وعند الحديث مع أصحاب هذه المهنة “المعلمون” نجد ونسمع الكثير من القصص والحكايات عما يتعرض له البعض فمنهم من يعتدى عليه وما يلاقيه من تجاهل إدارة المدرسة أو مديرية التعليم له عند حدوث أي طارئ إلا في حالات نادرة.. حيث لا يشعر بمعاناتهم إلا من خالطهم ومن اضطر في يوم من الأيام للعمل ولو مؤقتا في هذه المهنة العظيمة.
إن تكريم المعلم لا يمكن اختصاره في يوم واحد في العام بأن يصعد إلى منصة الاحتفال ليتسلم شهادة تقدير ومبلغ مالي بعد عام كامل من الجهد المتواصل والعطاء والمثابرة والعمل فالمعلم لا يكفيه ذلك بقدر ما هو بحاجة إلى تقدير مهنته وتكريم انجازاته وتوفير متطلبات العيش الكريم عبر “توصيف” أو “كادر” أو “قانون” يحمي حقوقه المادية والمعنوية ويحدد ترقياته الوظيفية ويحفظ له العيش الكريم عبر راتب مميز يختلف عن مرتبات بقية موظفي الدولة فهو الشخص الذي يعمل في بيئة نوعية يعمل ذهنيا وبدنيا يتقبل العمل في الميدان وفي أحلك الظروف وأخطرها.. وعلى يديه يتخرج الأطباء والمهندسون والأكاديميون والمهنيون ممن سيصبحون بناة المستقبل.

قد يعجبك ايضا