المبدع اليمني .. رحلة آلام ومعاناة مستمرة !!

استطلاع محمد القعود


استطلاع/ محمد القعود –

رغم الدور البهي للمبدع اليمني وما يقدمه لمجتمعه ووطنه من إبداعات خلاقة إلا انه مازال يعيش في ظروف صعبة وفي مواجهة دائمة مع المعاناة والألم والظروف التي تنشب مخالبها في جسده وإبداعه.
فيجد نفسه في مواجهة أخطار كثيرة وفي حالة عوز ومعاناة وتشرد وتجاهل ولامبالاة من الجهات الثقافية المختصة.
وكم من حالات لمبدعين كثر وقعوا فريسة للمعاناة والتجاهل والمرض والحاجة فلفظ البعض أنفاسه بعد رحلة موجعة والبعض جره الاحباط إلى أغواره المعتمة.
وعن هذه الظروف التي يواجهها المبدع اليمني ومعاناته وعن احتياجاته الضرورية لمواصلة رحلة إبداعه بعيدا عن المعاناة والظروف التي تحد من عطائه.. كان لنا الاستطلاع التالي مع مجموعة من الأدباء اليمنيين:

علاقة دائمة مع الالم والمعاناة
< في البدء تحدث الأديب الناقد عبد الرحمن مراد قائلا :
المبدع اليمني على علاقة دائمة مع الألم والمعاناة والإقصاء والتهميش والتقليل والإنتقاص من حقه ودوره وشأنه منذ وقت مبكر . إذ ثمة روايات مبثوثة في كتب الأدب القديم دالة على ذلك ومايحدث الآن هو إمتداد للتاريخ من المواقف تجاه المبدع.
مشكلة المبدع في اليمن أنه ارتهن للسياسي فوقع تحت ثنائية التسلط والخضوع, والضرورة الاجتماعية أوقعته في مهاوي الانزلاق أيضا فأصبح جزءا من الحالات القهرية التي يمارسها السياسي .
الكثير من المبدعين لا يشستشعرون دورهم ولا يخلقون ضرورات وجودهم في مسرح الحياة وربما تلذذوا بالحالات القهرية واستكانوا وخضعوا لظروف الواقع وبذلك اصبحوا جزءا فاعلا وحيويا من واقع معاناتهم.
ويضيف مراد : وحتى يجتاز المبدع واقعه وألمه عليه أن يستعيد وعيه بذاته ويصطف مع الوطن في مواجهة صلف وعنت السياسي ويعيد لنفسه قيمتها واعتبارها وحتى يتمكن من العيش الكريم ….لأن التبرير للسياسي ليس أكثر من معاناة تتكرر …….. تنزلق فيه الذات طمعا في البقاء ولكنها بذلك تخلق مناخات القهر ولاستبداد والطغيان.
المبدع يحتاج إلى دولة
< ويقول الأديب ابراهيم طلحة:
المبدع اليمني إنما كان مبدعا بسبب معاناته على مايظهر والإبداع هو القدرة على تحويل آلامك ومعاناتك إلى آمال للآخرين وسعادة. والمبدع اليمني بخير رغم كلö شيء. وأبرز معاناته هي تلك التي يعاني منها المواطن اليمني عموما أي الفقر والفاقة ويحتاج المبدع في بلادنا إلى دولة مثل الناس لينتج مثل الناس ولايمكن أن يكون للفرد حضور في ظل غياب الدولة..
ثورة حقيقية من أجل المبدعين
< أما الناقد محيي الدين سعيد فيؤكد: ان المبدع اليمني سيظل تحت سيف الحاجة وذل السؤال طالما المجتمع كله يرزح تحت وطأة الفوضى والظلم والفساد ومالم يتحرر المجتمع كله سيبقى المبدع جزء من كل ...والمبدع اليمني خاصة على وجه الأرض يعاني الحاجة والفاقة والضحالة والفساد والإستبداد وإنصراف المجتمع في ظل هذي الظروف لقد كنا قبل عشرين سنة نأمل أن نعيش حياة أفضل وإذا بنا في أسفل سافلين حيث اختفت الكثير من ملامح الإبداع لولا مقاتلة بعض المبدعين الذين يتحلون بالعزيمة والإصرار ..في مقابل كم هائل من المبدعين الذين استسلموا ..رافعي الأيدي ...
ويرى أن المبدع اليمني بحاجة إلى ثورة حقيقية ..مجتمعية ضد كل ما يسلب الحياة جمالها ومعانيها …وإعادة الأمور إلى نصابها وهذا مستحيل في حين يرى آخرون أن هذا الوضع المأساوي يتيح للمبدع موضوعات قد لايجدها في مجتمع تلفه الرفاهية من كل جانب …
لكن تبقى عزيمة المبدع هي المعول الذي تتحطم عليه كل التحديات !

توفير العيش الكريم للمبدعين
< الأديب عبدالكريم المدي:يعتقد ان المبدع اليمني بحاجة إلى واقع وبيئة صحية توفر له مقومات الإستمرار في العطاء الثقافي ولعل أبرز هذه المقومات هي العيش الكريم وتقدير الذات المبدعة من قبل المجتمع بكافة مؤسساته..رسمية وأهلية..إلى جانب إشاعة والحرية الحقيقية والتخلص من ثقافة التكفير للأديب والمثقف والكاتب ..وتوافر والسلم الاجتماعي ووجود مشروع ثقافي من قبل المؤسسات الرسمية المعينة بالثقافة يهتم بالواقع الثقافي والمثقف من شأنه أن يعمل على تحويل الحركة الثقافية من الإرتجال والعشوائية إلى المؤسسات والهيئات الثقافية التي تعمل وفقا لخطط وإستراتيجيات واضحة ..اضف إلى ذلك وهذا أمر هام ..ضرورةالنأي بالثقافة عن السياسة ووضع ووضع أناس مثقفين ينتمون للثقافة على رأس المؤسسات الثقافية المعنية وإيجاد شراكة ووسائل تعمل على تشجيع رؤس الأموال لتبني مشارع ثقافية وتشجيع العمل الثقافي الإبداعي ..وتوفير وطن للأديب والمثقف والكاتب متمثل بمسكن يحس معه بالآمان والإستقرار..والإنتماء للوطن بيقينه وحواسه وضميره..
قانون المبدعين

قد يعجبك ايضا