الصحة العامة.. ونفحات رمضانية

أحمد عبدالقادر الكمال


أحمد عبدالقادر الكمال –
وقائي بالدرجة الأولى يقدöم حلولا مبتكرة تقي من أمراض شتى من مقوماته العلاجية يحد من أسوأ العلل وأعتاها ضراوة وخطرا..
هذه حقيقة الصيام الدامغة والمثبتة بما فيه من حلول عملية مثلى لصحة الإنسان..
نفسح المجال للدكتور/ أحمد عبد القادر الكمال -اختصاصي الصحة العامة وأمراض المناطق الحارة وما ساقه من تفاصيل وحقائق مثبتة علميا عن أهمية الصيام ونفعه لصحة الإنسان حيث يقول:
ليس صيام رمضان مجرد أداء عبادة ينال عليها الصائم الأجر والثواب من المولى جل وعلا بل زاد على ذلك أن جعله الله مغمورا بفيض عميم من الفوائد الصحية والنفسية التي أذهلت العلماء والباحثين فما كان منهم – من منطلق علمي- إلا إن أدرجوه ضمن قائمة الوسائل الوقائية لأكثر الأمراض فتكا في عصرنا.
ويعد جزءا من الفوائد العظيمة التي يعود بها على الصحة العامة- تحديدا- تأثيره الإيجابي في:
– الأداء الوظيفي لأعضاء الجسم:- من منطلق حصول أعضاء الجسم على كمية طعام قليلة -بما يؤمنه صيام النهار ثم الاعتدال في تناول الأطعمة ليلا- فإن الجسم يستعيد حيويته ويتجدد نشاطه وتلتئم فيه أي جروح ما يبعث على إعادة الشباب والحيوية إلى خلايا وأنسجة الجسم المختلفة.
وقد ثبت أن للصيام دورا لا ينكر في مقاومة الشيخوخة فتبين أنه يساعد في تنشيط الجينات المسؤولة عن إفراز هرمونات تعمل على تعزيز وظيفة خلايا محددة من شأنها مواجهة زحف الشيخوخة على الإنسان وأوضحت نتائج دراسات أجريت حول هذا الجانب أن للصيام ردة فعل تجعل الخلايا تقاوم الموت وتعيش فترة أطول مما يساعد في مقاومة الشيخوخة.
– التحكم بوزن الجسم: فالصيام وسيلة رائعة للبدينين لإنقاص الوزن وكل ما عليهم فعله أن يعتدلوا في تناول غذائهم بسعرات حرارية أقل سواء عند الإفطار أو على مائدتي العشاء والسحور وأفضل ما يمكن للسمين تحقيقه من فائدة في صيامه- لكي يخفف من وزنه بأفضل الوسائل- أن يحرص على ممارسة أنشطة بدنية ملائمة كالمشي أو أي نوع من التمارين الرياضية الملائمة فبهذه الكيفية يمثل الصيام وسيلة آمنة لإذابة الشحوم الزائدة بالجسم إذا ما قرن بالتحكم بحجم ونوعية الأغذية المتناولة.
– الجهاز الهضمي: يريح الصيام جهاز الهضم مادام الصائم مترويا لا تأخذه العجالة عند تناوله الطعام والشراب ولا يتناول غذاءه إلا باعتدال- وليس حشوا مربكا ومتعبا للمعدة وما يليها من القناة الهضمية- بما ينعكس تحسنا في وظيفة الجهاز الهضمي ويعطيه فرصة لتجديد أنسجته التالفة واستعادة حيويته.
– أمراض القلب والأوعية الدموية: يساعد الصيام على خفض ضغط الدم الانقباضي ويخفف العبء عن جهاز الدوران فتهبط نسبتا الدسم وحمض البول في الدم وهو ما يقي الصائم البدين من الإصابة بأمراض مختلفة مثل تصلب الشرايين وداء النقرس وغيرها من الأمراض.
كما أنه يخفف من أعراض وعلامات فشل القلب لتقليله من شرب السوائل إلى جانب إذابته الدهون في الأوعية الدموية وتحسينه عمل القلب.
وحيث تتناقص نسبة (الكولسترول) الضار بالجسم مع الصيام فهذا-بدوره- يؤدي إلى الحماية من الإصابة بتصلب الشرايين ومن جلطات الدم في شرايين القلب والدماغ.
– مرض السكري: إذ يحمي الصيام -المقرون بالاعتدال في التغذية- من مغبة ارتفاع نسبة السكر بالدم بالعمل على خفضه مما يعطي البنكرياس- الذي يفرز الأنسولين ويحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة- فرصة للراحة.
كما يمنع فقدان البنكرياس لقدرته على القيام بوظيفته وبذا يكون الصيام مفيدا في الوقاية بمنعه الإصابة بمرض السكري.
– الأثران النفسي والسلوكي: أجواء الصيام وحالة السكينة التي تعتري الصائم المستشعر لعظمة هذه الفريضة لا شك تولد في النفس شعورا براحة كبيرة تبعث على هدوء السلوك واتزانه وتقوية الإرادة في الصبر والبعد عن العصبية والعدوانية.
– القدرات الذهنية والتفكير: فخلايا الدماغ تنشط عند الصيام بل وتتزايد كفاءتها وتتضاعف وذلك لأن الصيام يعمل على إراحة الجهاز الهضمي عن العمل المجهد بما يتيح تدفق الدم بشكل أكبر إلى أنسجة المخ بدلا من جهاز الهضم فتتغذى الخلايا الدماغية أكثر وتكون أنشط وأكثر حيوية وبذلك يتفتح الذهن ويقوى الإدراك.
فيم أن تلاوة القرآن الكريم – التي يأنس بها الصائم لساعات طويلة- تعمل على تحسن الذاكرة.
– تأمين الطاقة: ترشيد طاقة الجسم هي من بواعث الصيام وعائداته المثمرة حيث يعمل الجسم -خلاله- على توفيرها ويحسن توزيعها بحسب حاجته مسخرا الطاقة المخصصة لهضم الطعام لأنشطة أخرى مفيدة مثل التئام الجروح ومحاربة الأمراض.
– أداء الرئتان والقلب: لاشك يؤدي القليل من الطعام الوارد إلى الأمعاء- مع الصيام ال

قد يعجبك ايضا