يريدون فرصة
عبدالله السالمي
عبدالله السالمي –
أتساءل عن عدد الذين لم يجدوا الفرصة لإثبات ما لديهم من قدرة وكفاءة وموهبة¿!
ذات مشاركة في حفل خريجي وخريجات واحد من أقسام إحدى الكليات التطبيقية بجامعة صنعاء خطر لي أن أسأل عينة من المحتفى بهم عن خططهم المستقبلية فكانت المفارقة أن استرسال البعض منهم في الإجابة على سؤال المستقبل وبقدر ما كشف عن مستويات متقدمة مöنú إöعمال العقل في بناء التصورات وطرúح البدائل نظريا قد أبان في الوقتö نفسه عن مدى الشعور باليأس من إمكانية أن يتوافر لتلك التصورات ما يساعد على إخراجها عمليا إلى حيز الوجود.
ليس هناك ما هو أخطر مöنú أن يستولي على جيل الشباب الشعور باستحالة العثور على فرصة لإثبات الذات فكلما تضاءلتú قدرة الإنسان على احتمال مرارة الواقع واختلال معايير الحياة اتسع لديه هاجس الخوف من فقدان الحلم وضياع المستقبل وهي مرحلة سرعان ما تنتهي بالوقوع في براثن اليأس والإحباط والقنوط. ومن الطبيعي أن يتحول الكثير مöن الذين حöيل بينهم وفرص إثبات الذات في المسارات الإيجابية إلى إثبات أنفسهم في المسارات المغايرة.
في مجتمع كالذي نعيش ما منا إلا ويعرف أن الفرص كثيرا ما تذهب إلى عديمي الكفاءة والموهبة وطالما والعبرة ليست بالتأهيل المعرفي والتحصيل العلمي والإجادة العملية والاستقامة الوظيفية وإنما لأشياء أخرى فلا طائل مöن انتظار أن ينال أصحاب الكفاءة ما يستحقون من فرص.
إذا وحتى يجد الجميع وعلى رأسهم الشباب الفرص المناسبة لتأكيد حضورهم البناء وإثبات فاعليتهم الإيجابية بما يعود بالنفع على أنفسهم ومحيطهم الأسري والاجتماعي والوطني نحتاج إلى عملية تغيير جذري وشامل تطال منظومة القيم الحاكمة على الدولة والمجتمع ويكون هدفها الانتصار لمعيار الكفاءة المعرفية والعملية وإعادة الاعتبار للإنسان من خلال تمكينه من أداء الدور المنوط به في ضوء قدراته العقلية وإمكاناته الجسدية واستعداده النفسي.
ما لم فإن الفرص وأخواتها حتى اللاتي من الرضاعة ستظل حكرا على العاطلين إلا مöن إسناد حاء الحزب وتاء التنظيم وجيم الجماعة وواو الواسطة وقاف القرابة وصاد الصحبة وما في حكمها من «فيتامينات!!» هذا الزمن المغشوش.