الوظيفة العامة والمعايير المختلة
باسم الشعبي
باسم الشعبي –
عانت اليمن كثيرا من العشوائية في كل شيء لا سيما الوظيفة العامة الأمر الذي أفقد الدولة إحدى الأدوات الهامة في البناء والتطور حيث أصبحت معايير الوظيفة العامة مختلة وهو ما تسبب في تضييق الأفق الذي كان على الدولة محاكاته كدولة مؤسسات ومواطنة.
الإنسان هو عصب التطور والتقدم في أي مجتمع فعندما اهتمت أوروبا بالإنسان ووظفت قدراته وطاقاته الكامنة بناء على الكفاءة لا القرابة والمحسوبية نجحت نجاحا كبيرا في مختلف المجالات ولن نذهب بعيدا فنمور آسيا وفي المقدمة منها ماليزيا جعلت من الإنسان محورا أساسيا للتطور والبناء ومن الوظيفة العامة ميدانا للتنافس الخلاق وتفجير القدرات والطاقات وتحسين شروط التقدم والإنتاج فكانت النتيجة تقدما كبيرا في مختلف المجالات إذ أصبحت ماليزيا من أفضل عشرة اقتصاديات في العالم اليوم.
ولما كانت الوظيفة العامة في بلد كاليمن مدعاة لتعزيز وتكريس العصبية الأسرية والقبلية في المؤسسات المدنية اختلت المعايير والموازين وتعطلت الطاقات وتراجع الإبداع والإنتاج وتكونت الشلل والعصابات وبددت الإمكانات وبدلا من التقدم حدث التراجع والإخفاق ودب الصراع.
-الثورات الشعبية التي تستهدف التغيير في المجتمعات لا تهتم بتغيير الوجوه فحسب فهذه ديمومة حتمية وإنما بالمعايير والأدوات لتقيم البناء على أسس سليمة ومتينةوالوظيفة العامة تأتي اليوم في صلب التغيير المرحلي الذي ينبغي أن توضع له الأسس والمعايير السليمة في الطريق صوب بناء الدولة المدنية الفيدرالية الحديثة.