عبدالباقي …
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
التعاونيات كتجربة وممارسة كانت أنبل ظاهرة في تاريخ البلاد بعد سبتمبر 62م, ولو عددت فوائدها وما أحدثته من انقلاب إيجابي في سلوك الناس وممارساتهم, لن تكفيك كتب , ولأنها وئدت في مرحلة لاحقه , فلم تظهر أي أدبيات أو كتب تسجلها كتجربة وتقيم الأثر الذي أحدثته في المجتمع , ولأننا نشخصن كل شيء ونحكم على الأمور من زاوية العلاقة الشخصية, تأتي أحكامنا دائما ناقصة أو مبتورة أو شخصيه وهي الغالب الأعم, فلن ترى التعاونيات أبدا! وانظر فلم يقيم أداء أي مسئول بالمطلق , ما جعل الناس يسرحون ويمرحون وصار للفساد دولته العميقة! وحين أشير إلى هذه الدولة فليس بقصد استعراض المقدرة, فالدولة العميقة هي المصالح المتشابكة التي تؤدي إلى سيادة الفساد على أي بلد , وتصير الدولة العميقة تحارب أي محاولة للإصلاح , وفي بلادنا كم يا دول عميقة ومنخفضة وسطحية أسسها تغييب الرؤية لبناء دوله من الأساس!.
التجربة التعاونية وهي جزء من تكوين الإنسان اليمني كان يفترض أن تضم إلى المنهج المدرسي , لا يفاجأ بعضكم أنا أشير إلى التعاونيات كتجربة يمنية خالصة هي جزء من البيئة اليمنية بامتياز , وجاء الحمدي فأحياها في نفوس الناس من جديد وجاء من وأدها فقط لارتباط إحيائها باسم الرجل , فكان أن أعيد الاعتبار لروح المبادرة الكامنة, وذلك الفصل الجميل في حياة اليمنيين كان له رواده , ومن ارتبط به عضويا حتى صرت لا تفرق بينه وبين التعاون والتعاونيات!.
هناك أسماء كثيرة بالتأكيد ويفترض حقيقة أن يكون لها لوحه ذهبية! وهذا لن يكون ولن ادخل في التفاصيل , دعوني أشير إلى اسم لن تتوقعوه فعادة نشير إلى (كبار القوم), وأولئك الجنود المجهولين لا أحد يأخذ باله منهم لأنهم في الظل دائما يحترمون أنفسهم , يستحون أن يقولوا: نحن هنا , ونحن يعجبنا هذا فنتخلص أولا منهم لأن لا أحد يدافع عنهم أو يتذكرهم ,….عبدالباقي نعمان جندي مجهول في التعاونيات وفي الإدارة المحلية, كل مر على ظهره ونسيه وزراء وقائمة كبيرة طويلة عريضة أخذت حقها بالحق والباطل إلا هذا الرجل الذي أفنى عمره فقط يقرأ ويكتب الأبحاث والدراسات لا ليقرأها الآخرون بل ليسرقوها لا أحد يتذكره , ويفأجأ بها معظم الوقت بأسمائهم! عبد الباقي نعمان يستحق الكثير الكثير, ليس منصبا كما قد تتوهمون فالرجل لن يصل لأنه ليس ممن يحضر مقيلا , ولا يجيد حتى استخدام التليفون السيار, هو يجيد القراءة والكتابة, وصاحب هذه البضاعة خسران كما تعلمون !!, العمر يجري وأمثال عبدالباقي لم يعد في ركبهم حيل لأن ينتقلوا من هذا المقيل إلى ذاك هذا إذا فكروا في الأمر!, اهمس في أذن الصديق علي اليزيدي : عبدالباقي نعمان يستحق …وأخشى أن يكون قد أحيل إلى التقاعد تكريما!.