الفاعل مجهول
عبدالناصر الهلالي

عبدالناصر الهلالي –
من حقي أن أخاف..ومن حق الجميع أن يخافوا أيضا ليس من الرصاص الراجع أو الطائش هذه المرة..هذا أمر اعتدنا عليه في بلد السلاح فيه على قفا من يشيل..هذه المرة الخشية الشاخصة إلى السماء هي من تنتاب قلوبنا..نعم بمجرد مرور طائرة حربية أيا كان نوعها ..تدخلنا قسرا في دائرة الخوف .
بعد سقوط الطائرة الأخيرة علق الزميل محمد راجح”بتنا نحاف من السير في شوارع صنعاء”نعم عزيزي محمد لابد أن نخاف في ظل السقوط المتكرر لطائرات السخواي التي لا نعرف أسباب سقوطها حتى اللحظة .. لابد أن نخاف مرتين الأولى لسقوطها على رؤوس الآدميين’والثانية للمحاولة المستميتة للقضاء على القوة الجوية ربما لرفضها ضرب البشر في وقت كان المسيطر عليها بحاجة ماسة لهكذا أمر.
والخوف الأكبر استمرار هذا المسلسل .. والاكتفاء ببيانات تخرج عقب كل تحقيق”خلل فني وراء كل سقوط”.
لا أعتقد هذه المرة أن الخلل الفني سيظل يلاحقنا إلى آخر جد ..أبدا العمل إجرامي الهدف منه استهداف الطيارين لاسيما أن هذه العملية جاءت بعد اغتيال ثلاثة طيارين دفعة واحدة وبين الحادثتين ..حادثة أطلاق النار على مروحية في أجواء (همدان).
لا أعتقد أن ما حدث لخزانات الوقود أمر طبيعي عابر نتيجة اشتداد الحرارة أو أمر آخر..هناك من يقف وراء تفجير خزانات الوقود كما هو الحال في حادث سقوط الطائرة ومن قبلها طائرتان خلال ثلاثة أشهر.
صحيح أن طائرات كثر سقطن فيما مضى وفي أماكن متفرقة من جغرافية اليمن لكن زمنية سقوط تلك الطائرات متباعدة وليست بهذا القياس الزمني القليل بين ثلاثة حوادث سقوط وعلى رؤوس الناس..الأمر مختلف هذه المرة..بالطبع الأمر مختلف.
تصريحات المصادر في الجوية كانت واضحة وصريحة هذه المرة..يعلق الكثيرون حتى اللحظة أن كل حوادث الطيران الحربي مفتعلة غير أن هناك سرا وراء التكتم عن هذا الأمر..ما هو هذا السر¿
الله أعلم..هناك حسابات لا ندركها نحن لكنها على كل حال بحاجة إلى مصارحة الناس بها..لا داعي للاستمرار في التكتم أكثر سيكون لهذه الحوادث أثر بالغ على الناس..كونوا صريحين مع الناس تسلموا الانتقادات.
ما يحدث لسلاح الجو ليس بالأمر الهين ما يحدث أمر بالغ التعقيد وبالغ الجرم وبالغ التدمير لمقدرات الجيش بشر كانوا أو طائرات’ومعدات.
تحذيرات كثيرة أطلقت عقب إفراغ بعض المعسكرات من السلاح لم يلق لها بالا ..كأنه شيء لم يكن..الآن سنكتفي بالقول ..أقصد ستكتفي الجهات الرسمية بالقول..القاعدة..النافذون ..بقايا النظام ..فاقدوا المصالح وراء تلك الحوادث دون معرفة حقيقية لمن يقف وراءها..الفاعل مجهول والضحية الوطن.