إعادة الهيكلة ستخلق بيئة مناسبة لتحقيق الأمن والاستقرار

لقاء وائل شرحة


لقاء/ وائل شرحة –

تحمل الذكرى الـ23 للوحدة اليمنية الكثير من المنجزات والتغييرات الهامة في وطننا الحبيب.
وهذه المرة تأتي ذكرى العيد الوطني ووطننا يعيش مرحلة جديدة ومختلفة يطمح فيها جميع أبناء الشعب بيمن جديد ودولة مدنية حديثة.. تقوم على العدالة والمساوة والنظام والقانون.
الكثير من الحراك التنموي التي تعيشه بلادنا حاليا بهدف تحقيق تلك الطموحات وغيرها الذي يأملها الجميع.
ومن أبرز الطموحات إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.. ولتسليط الضوء على هذا الجانب, ألتقت (الثورة) رئيس أكاديمية الشرطة وعضو فريق إعادة تنظيم وهيكلة وزارة الداخلية اللواء الدكتور علي حسن الشرفي..

الوضع الأمني
• بمناسبة العيد الـ23 للجمهورية اليمنية كيف تقيمون الوضع الأمني في البلاد¿
– تأتي الذكرى الثالثة والعشرون لقيام الجمهورية اليمنية في ظل أوضاع أمنية أحسن مما كانت عليه في العام الماضي والعام الذي قبله وهو ما يؤكد أن خطوات (التعافي الأمني) مستمرة ومع ذلك فإن الوضع- رغم تحسنه عن ما قبله- ما يزال غير مرضي إذ لا زالت المشكلات الأمنية ظاهرة للعيان ولا يمكن إنكارها ولسنا هنا في معرض الحديث عن أسباب تلك المشكلات إنما في معرض التأكيد على وجودها ونعتقد أن هذه المشكلات في طريقها للتناقص ونأمل أن يأتي اليوم- عاجلا- الذي تختفي فيه تلك المشكلات ويبسط الأمن جناحه وظلاله الوارف على ربوع بلدنا الحبيب كما نأمل أن تكون إجراءات إعادة تنظيم وهيكلة أجهزة الشرطة عامل دفع قوي نحو تجويد العمل الشرطي والأمني كما نأمل أن تسفر أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل- وفيه فريق معني بشئون أسس بناء الأمن- عن رؤى فعالة تسهم في دعم وظيفة الشرطة وتحقق لها القدرة والكفاءة والحيادية.

الاصطفاف الوطني
• ماهي رؤيتكم لمستقبل اليمن¿
– إن التأمل في حلقات ودوائر التنافس السياسي (بل والصراع) خلال فترة العقود الماضية وتذكر الأحوال التي كانت عليها البلاد قبل الوحدة المباركة وبعدها وخلال العامين الماضيين خاصة والتأمل في مآلات الأمور وتطور الأحوال عن الساحة الوطنية لا بد أن يكشف عن حقيقة يراها المنصفون ظاهرة غير خفية وهي أن الله قد تدارك بلادنا بلطف خفي فهيأ لها أسباب الخروج من واقع مرير لا حد لمرارته إلى واقع فيه كثير من بشائر الأمل وملامح الفرج وهذا يبعث على الاطمئنان إلى أن مستقبل اليمن سيكون حسنا بإذن الله فالعناية الربانية التي هيأت الأسباب التي منها الاصطفاف الوطني الواسع الذي اتجه نحو التغيير السلمي ثم الدعم الاقليمي والدولي لوحدة اليمن وأمنه واستقراره في ظل دولة مدنية حديثة ثم خطوات الحوار الوطني التي سير سيرا حسنا ثم إدراك العقلاء- وهم كثر في بلادنا- لمخاطر الاختلاف والتمزق كل ذلك وغيره بفضل الله عز وجل قد شكل عاملا مطمئنا أن بلادنا تسير نحو السلام والخير والرخاء ويجب أن لا تفزعنا الأصوات الداعية إلى الفرقة والتمزق فهي هينة وغير موفقة وأقصى ما يمكن أن تحدثه هو الإبطاء بعجلة التغيير فيطول الزمن اللازم لبلوغ الغايات لكنه لا يستطيع إيقاف تلك العجلة ناهيك عن أن يتمكن من إعادتها للوراء (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

توحيد الجيش
• حدثنا عن أهمية توحيد أجهزة الأمن في تعزيز الأمن والاستقرار¿
– تتعدد مهام أجهزة الشرطة وتتنوع ولكنها رغم ذلك يجب أن تتجه نحو تحقيق أهداف متجانسة وغايات متوافقة هي خدمة الإنسان وصيانة حقوقه وحرياته والذود عنها وبسط حالة الأمن العام والسكينة العامة والسلامة العامة وذلك يقتضي جعل الجهود التي تنهض بها تلك الأجهزة متضافرة متكاملة يكمل بعضها بعضا كالجسد الواحد تتعدد أعضاؤه وتختلف مهامها وتتنوع ولكنها تتجه نحو تحقيق مصلحة ذلك الجسد وعافيته وسلامته وبما يحقق له أقصى درجات الفعالية في الحياة هكذا يكون الشأن في أجهزة الشرطة والأمن مهام متعددة وأجهزة متنوعة ولكنها يجب أن تتظافر جهودها وتتكامل مهامها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها.
وفي هذا الشأن يجري الحديث عن الأمن الشامل والأمن النوعي ومقتضى ذلك أن يكون لكل جهاز أو فرع من أجهزة وأفرع الشرطة مهام محددة يؤديها بمعزل عن غيره من الأجهزة والأفرع التدخل المباشر أو غير المباشر ولكن يكون له حق- أو واجب- عندما يقتضي الموقف ذلك ووفق قواعد تنسيق وتعاون وتكامل.
وحتى تنهض أجهزة الشرطة والأمن بدورها هذا وتتمكن من تعزيز الأمن والاستقرار فإنه لابد أن تكون موحدة الأهداف متكاملة الوسائل تصدر في كل أعمالها وإجراءاتها عن أمر واحد صادر عن سلطة واحدة متعددة المراتب موحدة الرؤى منسجمة السياسات لا تختلف ولا تتنازع ولا تتعدد ولاءاتها واتجاهاتها وفي هذه الحالة- فقط- تستطيع النهوض بواجبا

قد يعجبك ايضا