الصيام .. هل يزيد من الاختلال الوظيفي للكليتين¿

نجيب وازع أبو أصبع


نجيب وازع أبو أصبع –
تواجهنا مشاكل صحية لا نعلم- غالبا- حقيقتها من الوهلة الأولى وقلما نأبه لها مكتفين بالمهدئات لتخفيف ما تحدثه من ألم ثم نرجئ مسألة العلاج أياما وربما أشهر أو سنوات لنفيق على وضع مزر مترد وقد أوغل خطرها واستشرى..
الأمر ينطبق على البعض ممن يعاني أمراضا ومشاكل في الكلى ويعد إهمالا يقود إلى مشاكل كلوية أوسع كالقصور أو الفشل الكلوي.
ببصيرة المتخصص الخبير بالمزايا والنوائب يستعرض الدكتور/ نجيب وازع أبو أصبع- استشاري علاج وزراعة الكلى- مشكلات كثيرة تعتري الكليتين موضحا أوجه العلل الكلوية وما يكون في صيام مرضاها ومبديا نصائح رمضانية حري بالقارئ الاستفادة منها فإلى التفاصيل:
أجد من الضروري قبل البدء بالحديث عن فوائد الصيام على الكلى أن أعرج على هذا الجهاز البولي البشري البديع الفائق الدقة في أدائه لوظائفه بالجسم
فالكلية: العضو الإخراجي الأول في الجسم ليتخلص من خلالها من معظم المواد السامة التي يتناولها الإنسان بشكل مباشر كالأدوية أو بشكل غير مباشر مثل المعلبات والمأكولات الفاسدة التي يمكن أن يكون لها آثار مدمرة تؤدي بالكلية إلى القصور أو حتى الفشل الوظيفي في ترشيح الفضلات الإخراجية الناتجة عن (عملية الأيض) سواء البنائي أو الهدمي فمن خلالها يتخلص الجسم من الأملاح والشوارد الزائدة والماء الزائد عن حاجته كما تعمل على ضبط ضغط الدم عند مستواه الطبيعي.
وفي الصيام يختلف الوضع إلى حد كبير فتقل معه كمية تناول الفرد للمواد الغذائية والمواد الضارة ما ينعكس- إيجابا- على تقليل كمية الفضلات الإخراجية التي ينتجها الجسم بما يخفف العبء على الكليتين عند أدائهما لوظيفتيهما, ومن ثم حمايتهما من الآثار المرضية لهذه المواد..
إنه أشبه باستحداث نوع جديد من العلاجات يعتمد على الجوع أو الصوم على نحو يؤكد الحكمة النبوية المباركة التي تجلت في قول الرسول(صلى الله عليه وسلم): “صوموا تصحوا”.
لكنه ليس ليفيد الصائم- على الإطلاق- ما لم يستوف الشروط الصحية بما يلاءم وضعه الصحي بمعية تحاشيه للمحاذير التي لا تعود على عافيته بالنفع بل بالضرر وهو ما يجب مراعاته أكثر عند صيام المرضى كالذين يعانون من مشاكل في الكلى.
وبالمجمل نجد العادات الغذائية الصحية هي الأساس لحماية هذه الشريحة من المرضى في حدود ما يوصي الطبيب المعالج بما يتناولوه ويتجنبوه منها- تبعا للأمراض التي يعانونها – كي يكون صيامهم مبعث طمأنينة مريحة تتلاشى أو تقل معها المتاعب والأضرار المحتملة.
إن الكليتين يمكن أن تتضررا بسبب أمراض ليس- بالضرورة- مكمنها الجهاز البولي كحال الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم حيث يشكلان- بدورهما – السبب الأول لحدوث الفشل الكلوي على مستوى العالم.
والصيام – بطبيعة الحال- له عوائد وقائية على الكليتين حتى مع وجود مرض السكري, ذلك لأنه يقلل كمية ما تفرزه الكلية من سكر مع البول ويجعل مستوى سكر الدم أكثر انضباطا وبذا يحمي الكليتين من تبعات أضرار الزيادة الكبيرة في مستواه بالدم.
كما يخفض الصيام من ضغط الدم الشرياني نتيجة قلة ما يتناوله الصائم من سوائل وأملاح – لدى بقائه طيلة النهار من دون طعام وشراب – وهذا يعطيه دورا وقائيا في حماية الكليتين من تداعيات ارتفاع ضغط الدم.
وفي حال كانت الكليتان سليمتان والجسم سليم يؤدي الصيام حينها – بسبب قلة الماء بالجسم- إلى ارتفاع كمية الحامض البولي و(اليوريا) بالدم وليس لهذا تأثير يضر بالجسم طالما الشخص سليم.
وبالتالي فإن ما ينجم عن الصيام من عائدات سلبية على الكليتين يعتمد على وضعهما الصحي خصوصا وعلى وضع الجسم بشكل عام.
ومن هنا ننتقل إلى الحديث عن الفشل أو القصور الكلوي بمعنى عدم كفاءة الكليتين وأنهما لم تعودا قادرتين على القيام بكل أو ببعض وظائفهما السابقة في استخلاص وطرد مخلفات الطعام والشراب ومخلفات البناء والهدم التي تنقل إليها عبر دورة الدم بالجسم وبما يجعل- أيضا- عملية التخلص من السوائل والأملاح مسألة صعبة.
لا شك أن أسباب هذا الاعتلال الوظيفي للكليتين بمستوييه كثيرة كانسداد مجرى البول الناتج عن حصوات الكلى داء السكري وجود التهابات ميكروبية بالكلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني بعض أمراض الجهاز المناعي كمرض الذئبة الحمراء (الثعلبة) الإصابة بالبلهارسيا وجود أمراض وراثية مثل (تكيس الكليتين متلازمة ألبورت) وسوء استخدام بعض الأدوية والمسكنات وما إلى ذلك.
وعلى المواطن أن يعي أهمية إجراء تحليل البول بالمختبر وفحص الدم والفحص بالموجات فوق الصوتية إذ يمكن من خلالها الكشف عن وجود أمراض الكلى في أكثر من (95% )من الحالات ولا بد له من ترجمة واقعية في الحياة وبخاص

قد يعجبك ايضا