القطاع الخاص الوحدوي الأول

محمد محمد صلاح


 - اضطلع القطاع الخاص اليمني عبر التاريخ بدور تجاري ريادي بالغ الأهمية في دعم اقتصاديات المنطقة العربية والشرق الاوسط
محمد محمد صلاح –

اضطلع القطاع الخاص اليمني عبر التاريخ بدور تجاري ريادي بالغ الأهمية في دعم اقتصاديات المنطقة العربية والشرق الاوسط ..
ويجمع المؤرخون على إبراز العامل الاقتصادي كعامل رئيسي في توصيف وتصوير التاريخ والحضارة اليمنية ..باعتبار أثار النظام التجاري اليمني الواضحة حتى اليوم في إدخال المنطقة العربية إلى مراحل التحديث والتطوير والمعاصرة وإسهامات الرأس المال اليمني ما تزال بارزة في مختلف المجالات الحيوية على امتداد الأراضي العربية ..
ولم يعترف القطاع الخاص أفرادا وشركات ومؤسسات بواقع التشطير .. حيث كانت الموانئ اليمنية عبر العصور على امتداد الساحل اليمني على البحر الأحمر وعلى البحر العربي تمثل شريانا حيويا في تنشيط الحراك التجاري في الوطن العربي وخاصة ميناء عدن الذي كان بمثابة ترمومتر لقياس مستوى هذا الحراك في المنطقة العربية إجمالا..
وكان التاجر اليمني في عدن أو حضرموت أو المكلا لايستغني عن نشاط فروعه التجارية في صنعاء أو تعز أو الحديدة وغيرها من المحافظات والعكس صحيح ..
وكان واقع التشطير والنظامين السياسيين المختلفين في الشطرين سابقا أكبر وأعقد المشاكل التي تعوق النشاط الاستثماري للقطاع الخاص في مختلف محافظات الجمهورية.. هذا النشاط الذي كان ومازال أول وحدوي قولا وعملا واستثمارات القطاع الخاص كانت أول جسور الوحدة اليمنية المباركة ..
ولاشك أننا اليوم نعيش في ظل دولة الوحدة المباركة أهم مراحل التنمية والتطوير ولكن من الضروري الاعتماد على رؤية وطنية مستقبلية معاصرة واضحة المعالم لمواكبة فيضان المتغيرات العالمية المتلاحقة والتي تستدعي منا التحاور الوطني الواعي مع تداعيات تلك المتغيرات ..
والوحدة المباركة كانت ومازالت تتولد وتنعش في نفوسنا آمالا وتطلعات جديدة تنمو وتكبر وتترعرع شيئا فشيئا حتى تتحول بالعمل والجد والإصرار إلى حقيقة على أرض الواقع المعاش والحقيقة التي لا ينكرها منصف عظمة المكاسب الوطنية المتجددة للوحدة الوطنية المباركة التي بفضلها اتسعت الرقعة الجغرافية للسوق اليمنية وأمنت من تقلبات الأنظمة السياسية ذات المشارب الفكرية المتضاربة ..وتعددت وتنوعت وتزايدت المقدرات الوطنية من ثروات طبيعية وخبرات بشرية مكتسبة ..وتكاملت عناصر النجاح والتطور على مستوى السوق المحلية وتبلور مفهوم التنمية الوطنية انطلاقا من جهود القطاع الخاص المستمرة لإشباع الحاجات السكانية المتزايدة للطعام والشراب والمسكن والعلاج ومستلزمات التعليم والبيئة النظيفة الآمنة المستقرة ..
وفي هذا السياق نشير إلى ضرورة الارتقاء بمستوى التعاطي الرسمي مع مختلف القطاعات الاستثمارية وتهيئة المناخ المناسب لتفعيل النشاط الاستثماري بعناصره الإيجابية في سوق دولة الوحدة التي غدت اليوم مركز الاهتمام الدولي باعتبارها أحد الاقتصاديات الصاعدة بقوة كبيرة بين الدول النامية بحسب المعلومات والمؤشرات الدولية بشأن ما تمتلكه هذه السوق من عناصر نجاح استثماري … فأعضاء القطاع الخاص موحدون قبل السياسيين.

• نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا