عاصمة كما ينبغي

خالد الصعفاني


 - جاء أمين العاصمة الحالي عبد القادر علي هلال فتحسنت أحوال كثيرة في أمانة العاصمة , ومع ذلك فلا زالت قائمة اللوازم والاحتياجات طويلة وتنتظر العلاج والحل حتى تصبح صنعاء
خالد الصعفاني –

جاء أمين العاصمة الحالي عبد القادر علي هلال فتحسنت أحوال كثيرة في أمانة العاصمة , ومع ذلك فلا زالت قائمة اللوازم والاحتياجات طويلة وتنتظر العلاج والحل حتى تصبح صنعاء العاصمة إلى عاصمة حقيقية وحديثة وليس مكبا لكل ما يهاجر إليها من الريف من بشر وحجر وطين بفعل طوفان البحث عن لقمة عيش وبفعل المطر الذي يكرمنا كل عام في الصيف ..
.. ندرك تماما أن هناك ملفات في العاصمة تحتاج دعما فاعلا من الحكومة ومن رئيس الدولة شخصيا الأخ عبد ربه منصور هادي لأنه لن يحلها أو يسهم في حلها إلا هو شخصيا .. مثلا ملف المعسكرات التي تعيش وتكبر بمخاطرها الكامنة في جسد العاصمة الرطب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب .. أو تملك الجبال والتلال التي تحاصر العاصمة وشكلت في مراحل من عمر العاصمة ندا قويا لأمن وأمان عاصمة اليمن الواحد صنعاء ..
.. لا نريد معسكرات داخل العاصمة خصوصا تلك التي لا تتبع وزارة الداخلية شكلا أو مضمونا .. ولا نريد بقاء ثكنات السلاح المدججة التي تحيط بقصور وفلل المشائخ والنافذين ومن لديهم مال تجنيد “البشمرقة ” لكي يبقوا بعيدين عن منال القانون و طائلة النظام ودائرة المدنية ..
.. نريد أمانة عاصمة معروفة الحدود وواضحة الهوية ومحددة الخصال أما الشكل الحالي فليس إلا سوقا كبيرا لا يمكن ضبطه أو وصفه أو حتى السيطرة عليه .. عاصمتنا أضحت ممتدة كما يبدو لي من معبر جنوبا إلى أرحب شمالا ومن نهم شرقا إلى همدان في الغرب .. يعني نريد عاصمة ونريد ضواحي عاصمة كما هو باقي بلاد الله .. لا نريد مدينة حدودها محافظات ذمار وعمران ومأرب وذيل رقيق يربطها بالمحافظة صنعاء ..
.. نريد العاصمة هكذا لأننا جميعا أصبحنا نشكو من ضعف المدنية داخل العاصمة ونشكو نقص كالسيوم النظام ونقص مناعة القانون , حتى غدت العاصمة بالنسبة للبعض في أغلب الفترات أحياء بعينها وما جاورها أما الباقي فعلمها عند ربي .. تذكروا معي أن كل مسئول سياسي يزورنا شقيق أو صديق لا يعرف عن صنعاء العاصمة إلا حدة والتحرير وصنعاء القديمة باعتبارها شواهد على مدنيتنا وحضارتنا تواليا ..
.. ضربتنا طائرات جيشنا في مناسبتين والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. وانفجرت مخازن أسلحة الفرقة المدرعة بطريقة الألعاب النارية لكن النتائج كانت مخزية للعاصمة .. وتكررت شكاوانا والأخطار في العاصمة من مياه الأمطار التي تمطرنا بخير السماء ووبال الأرض المحيطة بأحياء العاصمة .. وأصبح عدد سكان العاصمة أكثر من الهم على القلب .. أما سكن العشوائيات وما تفرزها الأخيرة من مخاطر بيئية واجتماعية على الإنسان والحياة فلنتحدث بلا حرج ..
.. حتى مطار العاصمة وهو أكبر المطارات اليمنية وأهمها فلم يعد أمينا على الأحياء التي تحاصره ولم يعد آمنا في نفسه .. نرى مطارات المدن في باقي بلاد الله محاطة بالغابات والمساحات الخالية من الحجر والبشر لكنا يبقى مطارنا غير .. “الباص” يوصلك إلى البوابة , و”الصعبي ” الذي يحمل للرعوي “القضب” أو التبن يمر أمام البوابة , وعلى مرمى الحجر هناك منازل السكنى , والحمد لله لم نتخيل بعد حادثة أن هبوط طائرة مدنية اضطراريا أو حتى سقطوها قبل الوصول للمدرج ,واعتقد أن هذه الفكرة الغائبة كانت وراء اطمئنان المعنيين على موقع وشكل المطار حاليا..
أخيرا :
.. في تصوري أن تخليص العاصمة من أكوام القمامة ليس كل شيء من أجل عاصمة حديثة نظيفة آمنة ومأمونة معلومة الهوية معروفة الحدود ومعرفة المعالم .. أصبح مطلب العاصمة للعيش الكريم والأمن صحيا واجتماعيا وأمنيا مطلبا شخصيا ملحا لها , وهذا يتطلب في اعتقادي حلفا بين ثلاث مؤسسات ( الأمانة والحكومة والرئاسة ) وبدونها معا ستبقى بعض الملفات مفخخة بالشر المستطير للعاصمة وأهلها ..

قد يعجبك ايضا