من المسؤول عن العنف والتخريب

علي العماري


 - يخوض اليمن تجربة سياسية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية وخصوصا لدول الربيع العربي جوهرها طي الماضي والنظر للمستقبل والشراكة والقبول بالآخر ليتفرغ الجميع لبناء الوطن الجديد والدولة الحديثة الحاضنة لكل شرائح المجتمع وأطياف العمل السياسي.
لكن بعض
علي العماري –

يخوض اليمن تجربة سياسية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية وخصوصا لدول الربيع العربي جوهرها طي الماضي والنظر للمستقبل والشراكة والقبول بالآخر ليتفرغ الجميع لبناء الوطن الجديد والدولة الحديثة الحاضنة لكل شرائح المجتمع وأطياف العمل السياسي.
لكن بعض القوى لم تستفد من حالة التسامح التي أظهرها الشعب تجاهها وتحاول إعادة عجله التاريخ إلى الوراء ووقف عقارب الزمن محاولة إدخال البلد مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد مماثلة لمرحلة ما بعد الوحدة وقاسمهما المشترك شراكه الحكم المحفوفة بالمخاطر وإغراق البلد بفوضى السلاح والقتل والإرهاب والتخريب وضرب المنشأت والمصالح الخدمية العامة لتاليب الناس ضد الوحدة والثورة وإفشال العملية السياسية للمرحلة الانتقالية.
والسؤال لماذا يصر هؤلاء على استغلال حالة التسامح واستغفال الناس والسير بعكس اتجاه رياح التغيير ومحاولتهم الالتفاف على مسار التاريخ لقلب الحقائق والوقائع المعروفة للقاصي والداني فهم المستفيدون من عودة مظاهر العنف ومسؤولون عن الفوضى بعودتهم لممارسة ذات الألاعيب القديمة انتقاما من الشعب الذي اطاح بسلطتهم وإحباط الناس بإشاعة أجواء الريبة والعبث بالأمن والاستقرار وإشاعة الغضب والاستياء جراء ما يحدث من خراب من دون محاسبة ومعاقبة الفاعلين والمتسببين بتنغيص حياتنا وتشويه جمال التغيير.
ومن الواضح أن إعفاءهم حتى من مجرد المساءلة عن الجرائم التي اقترفوها بحق الوطن والشعب ولم يستغلوه لصالح الشعب لمراجعة أخطائهم وخطاياهم والاعتذار للشعب وطلب الصفح منه بل استمروا في غيهم وشعروا بالأمان من غضب الشعب خاصة مع بقاء بعضهم في مناصبهم وإشراكهم بالحوار ما شجعهم أكثر على تحدي إرادة التغيير في محاولة بائسة لعودة الأوضاع إلى المربع الأول متناسيين أن زمنهم قد ولى والشعب قد حزم أمرة وحدد خياراته ولن يتراجع عنها قيد انمله وإذا تطلب النزول إلى الساحات والميادين فلن يتردد للحظة لاستكمال عملية التغيير الثورية.
وبما أننا نعيش مرحلة انتقالية مزمنة بسنتين ومحددة المهام والواجبات والصلاحيات فالمطلوب من القيادة السياسية المنوط بها تأمين عملية نقل السلطة المدعومة من الشعب والمحيطين العربي والدولي استخدام صلاحياتها لحماية مكاسب الثورة وانجاز ما تبقى من أهدافها وفضح المخربين ومحاكمتم والضرب بيد من حديد أما السكوت على الاختلالات فإنه سيزيد الوضع سوءا ويثير غضب الجماهير كما أن الصمت إزاء التخريب سيفسر على نحو خاطئ فالسكوت أحيانا يعني الرضاء والموافقة.
ولا مجال للفشل أو إدعاء العجز لأن عناصر القوة ومقومات النجاح متوافرة لإحداث التغيير والتباطؤ لا يخدم إلا أعداء التحول الثوري المنشود.
وفي هذا المضمار من الواجب عدم إغفال صعوبة المرحلة المثقلة بتركة ثقيلة جدا من صنع الحكام لكن القيادة السياسية اليوم تحظى بدعم شعبي وعربي ودولي كما لم يحصل من قبل مع القيادات السابقة وهناك قيادات وطنية غيورة على الوطن وحريصة على انجاز أهداف ثورة 11 فبراير 1102م وتستحق منا كل الثناء والتقدير لمواقفها الشجاعة المنافحة والمدافعة عن مصالح الشعب..

قد يعجبك ايضا