أطفالك في رمضان بحاجة إلى غذاء صحي

خالد غيلان سعيد


خالد غيلان سعيد –
• قيم ومعاني عظيمة تتجلى في الصيام فتبعث على النفس إحساسا بالمسؤولية والانضباط بينما مفيد مراسه والتعود عليه في سن الطفولة يجسد روح الالتزام بتعاليم الدين الحنيف ليكونوا بذلك أقوى وأقدر على صيام قويم ليس فيه عناء أو مشقة حال بلغوهم سن الحلم.
ولا يعني هذا قسرهم وإرغامهم عليه وحملهم على ما لا يطيقوا تحمله بل ترغيبا وتشجيعا لهم مع مراعاة أعمارهم وأوضاعهم صحيا وبدنيا. فالطفل الصغير أقل تحملا من طفل يكبره سنا والقوي المعافى في صحته وبدنه ليس كمن يعاني هزالا أو ضعفا في البنية أو النمو أو من مرض أو علة.
على خلفية وأبعاد هذه القضية تحدث الدكتور/خالد غيلان سعيد – استشاري طب الأطفال محددا الشروط والقواعد والمعايير الصحية والغذائية الصحيحة الواجب على الآباء والأمهات الأخذ بها وتجسيدها عند تعويد الأطفال على الصيام وكل ذلك شمله بقوله:
لسنا ضد تشجيع الأطفال على الصيام لكننا ضد التشدد في تعميمه وفرضه على جميع الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية.
فالشرط الأساسي لوجوب صيام الفرد حدد عند البلوغ ولا يشمل حكم الوجوب من لم يصل إلى هذه المرحلة ممن لايزال في سن الطفولة.
وأمامنا نوعان من الأطفال:-
– النوع الأول:- أطفال قادرون على الصيام ويتمتعون ببنية جسدية وصحية سليمة..هؤلاء لا مانع من تدريبهم على الصوم بشكل تدريجي دون تهديد أو غضب.
– النوع الثاني:- أطفال لا يقدرون على الصيام لضعف بنائهم الجسمي أو لمعاناتهم من الهزال وسوء التغذية وفقر الدم ونقص المعادن أو من ضعف وظائف الأعضاء وغيرها..
عدا عن ذلك المصابين ببعض الأمراض مثل أمراض(الكلى – السكر- السل- الأنيميا- قرحة المعدة.. الخ). فإجبار هؤلاء على الصيام وقهرهم على تحمل ما لا يطيقون تحمله ليس في مصلحتهم بتاتا بل يشكل ضررا وتهديدا لصحتهم.
وتعتبر السنة العاشرة أنسب سن لتعويد الطفل على الصيام وأنوه إلى خطورة الصيام الكامل عند سن السابعة وما قبلها لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية يظل بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية الجيدة التي تضمن حصول الجسم على كفايته من العناصر المختلفة اللازمة لعملية النمو والبناء بصورة طبيعية.
ولتعويد الأطفال على الصيام هناك طريقتان لذلك:-
* الطريقة الأولى:- تأخير تناول الطفل لوجبة إفطاره العادية بتأجيلها إلى(12) ظهرا فبدل أن يتناولها في الساعة السابعة صباحا أو قبل ذلك ثم يصوم الطفل مجددا إلى أن يحين موعد إفطار الأسرة.
* الطريقة الثانية:- الصيام من بعد تناول وجبة السحور مع الأسرة ثم الإفطار عند أذان الظهر خلال العشرة الأيام الأولى من رمضان وفي الأيام العشرة التي تليها يتم زيادة فترة الصيام من فترة السحور وحتى موعد أذان العصر.
أما في العشر الأواخر من رمضان فيمكن للطفل أن يصوم صياما كاملا كباقي أفراد أسرته الكبار.
وعلى أية حال يجب على الأم مراقبة طفلها أثناء صومه فإذا لاحظت عليه الإرهاق الواضح والمرض أو عدم تحمله له وجب عليها أن تسارع إلى إفطاره.
وألفت هنا إلى أهمية تناول وجبة السحور في وقت متأخر قبيل أذان الفجر فهو أمر مهم للطفل يخفف عنه كثيرا مشقة الصوم ويشترط في هذه الوجبة أن تكون مغذية مكتملة العناصر الغذائية لتمد الجسم بالطاقة اللازمة لمزاولة النشاط اليومي دون تعب أو إجهاد.
بالتالي أبرز ما يمكن عرضه من نصائح وإرشادات غذائية تعود على الطفل بالفوائد وتعينه على صيام يومه بشكل طبيعي:-
– أن تكون وجبة الإفطار متكاملة محتوية على العناصر الأساسية كالبروتينات التي تتوافر في اللحم والدجاج والأسماك والنشويات مثل الرز والمكرونة والمواد الدهنية كالتي في اللحم وأن تتضمن الوجبة – أيضا- أغذية غنية بالفيتامينات مثل الفواكه في مقدمتها التمر وكذلك الخضراوات شرط ألا يتناولها الطفل بإفراط .
– تجنب العطش والجفاف مهم جدا من خلال الإكثار من شرب السوائل مثل الماء والعصائر الطبيعية الطازجة في السحور وتناول المواد المرطبة كالزبادي.
– الامتناع أو التخفيف كثيرا من البهارات الحارة وكذلك الحلويات حتى لا تؤدي إلى الشعور بالعطش خاصة وقت السحور .
– لا بأس من تناول الطفل لبعض الحلويات حتى تمده بالسعرات الحرارية المفيدة لكنها بالمقابل تعطي إحساسا بالشبع وتقلل شهيته للأغذية الصحية اللازمة للجسم والأفضل تأجيل تناولها إلى ما بعد وجبة الإفطار بفترة.
– وجبة السحور أساسية ومهمة فهي تعد الطفل لصيام يوم بأكمله وتقيه من انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء الصوم والأولى تأخير هذه الوجبة إلى قبل أذان الفجر وأن تكون وجبة متكاملة حيث يشترط في هذه الوجبة احتوائها على البروتينات

قد يعجبك ايضا