تكريم المعلم.. الأهمية والدلالة
محمد علي خالد

محمد علي خالد –
مع انبلاج فجر الثورة وترسيخ بنيانها كان لابد لها من وضع قواعد البناء والتطور والانتقال بالوطن من الواقع الذي ورثته إلى مواكبة العصر الذي تعيش فيه ولقد كان التعليم بما له من أهمية في إحداث التغيير وتحقيق التنمية فبناء الأوطان ناتج عن العلم والمعرفة النقية التي يبثها المعلم في أوساط أبنائه وبناته من المتعلمين الذين هم مستقبل الوطن وعلى أكتافهم يتسامق البناء ويترسخ الاستقرار فمبروك لمشاعل المعرفة ونور البرهان حلول ذكرى عيدهم الذي تقوم فيه وزارة التربية والتعليم بتكريم كوكبة من مبدعيهم.
سأروي لكم موقفا من تاريخنا الإسلامي الناصع الزاهر وأترك لكم إدراك الشاهد من هذه الرواية ومناسبة روايتها في هذا المقال هارون الرشيد أحد أعظم خلفاء الدولة الإسلامية ومثله ولداه الأمين والمأمون بلغت الدولة الإسلامية في عهدهم أوج ازدهارها واتساعها فاهتم الأمين بعلوم العربية وأبدى المأمون اهتماما بترجمة علوم الطب والطبيعة وغيرها وكان للولدين في صباهما مؤدب أو معلم هو من أعظم علماء عصره «الكسائي».
ويروي أن الصبيين ما أن ينتهي معلمهما من تعليمهما حتى يتسابقا لجلب نعليه ويتنافسان في ذلك حتى حكم بينهما الرشيد المقدر للعلم والعلماء أن يجلب لكل منهما للكسائي نعلا واحدا.
سأل هارون الرشيد من أعظم الناس في يومنا¿ فقيل ومن غير أمير المؤمنين. فقال: ليس أمير المؤمنين بل أعظم الناس من يتسابق أبناء أمير المؤمنين إلى تقديم نعليه إليه. انظروا إلى تقدير أمير المؤمنين للمعلم العالم وإلى تنشئة ابنيه على ذلك ثم انظروا إلى قيمة هذا المعلم ومنزلته عند أمير المؤمنين ثم انظروا إلى تسمية المعلم في ذلك العصر بالمؤدب. صحيح أنه ليس كل المعلمين كالكسائي ولا أولياء الأمور كهارون الرشيد ولا الطلاب كالأمين والمأمون لكنهم بالتأكيد نماذج مشرقة ينبغي أن يستحضرها المعلمون والطلاب وأولياء الأمور ليدركوا لماذا سدنا العالم يوما ما.
لمدراء المدارس دور كبير في إبراز ورعاية الإبداع والمثالية لدى المعلم والمعلمة فالمثالية كالبذرة تنبت في الأرض الخصبة التي تروى ويقتلها الظمأ في الأرض السبخة وحماس المعلم وإبداعه يتوهج إن حظي بتقدير وتكريم وقد ينطفئ إن فقد ذلك.. وما احتفاؤنا بالمعلم وتجديد ذكره سنويا إلا إيمان وتأكيد للمفهوم السابق والقيادات الإدارية الفاعلة من التربويين ومدراء ومديرات المدارس هم من تتسع لديهم دائرة المثاليات بصورة تتضح منها جهودهم وقيادتهم الفاعلة في تحفيز المعلمين ودفعهم للأفضل.
في يوم تكريم المعلم لا يفوتني أن أشكر من يستحق الشكر ممن لهم الفضل بعد الله فيما رأيتم وسترون في هذا الاحتفاء المميز وهو الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الأشول وزير التربية والتعليم الذي وفر متطلبات هذا التكريم وقدم كافة التسهيلات برحابة صدر.
نائب مدير عام الأنشطة المدرسية
