طيفك يوحد ألمي

بلقيس أحمد الكبسي

بلقيس أحمد الكبسي –
تركتني ورحلت .. في يوم لم يكن ضمن تقويمي .. لم أؤمن به .. ولن ..! كفرت به .. وبالفجيعة .. وكفرت برحيلك.. ولم أيقن بعد أنك ذهبت بلا عودة .. وأني لم أعد اتمرغ بين أحضانك كقط شقي .
التقمتني الوحدة .. والوجد بعثرني .. وأصبحت أضعف من ضعفي .. فمن سيتدلى في عنقك غيري ..¿ من يسدلل مشاكساتي ..¿ من سيطعم قلبي ويهدد أحلامي ..¿ أناملك لم تعد تمشط غرور وسامتي .. وابتسامتك التي كانت تشرق كل يوم كشمس الصباح أفلت لحن صوتك الشجي الذي تعجز سمفونيات العالم عن تلحين شبيه له لم يعد سمعي يرهف لنغماته .. هل تلاشى أم أني أصبت بالصمم ..¿! ولم يعد شيئا يذكر.
فلا أنثى غيرك يحتويها قلبي .. وأهمس لها بأوجاعي وأسرار شقاواتي .. ولم يعد سوى فقدك الذي مارس بطشه على قلبي .. ونهش جبروته ألمي.
مرت سنوات وجعي .. وكبرني مرورها .. وطيفك ما زال يزورني كل مساء وأنا أقف في المكان نفسه منذ فجيعتي بك .. أبكي أطلالك .. ثيابك .. وكل متعلقاتك أشتمها بعمق مستميت وأمرغ أنفاسي بين طهرها.. فينزف قلبي .. وتنضب مآقي أهيم في ملكوتك ..! وأهمس لروحك التي تحوم حولي وتحرسني :
ها أنا قد أصبحت رجلك التي تمنيتي . فطالما همستي لي بتمني :
متى آراك يا عمري رجلي وسندي ..¿
وها قد صرت ما تمنيتي.. شببت عن طوق حنانك الذي غادرني .. وتجرعت الصعاب التي قوتني فصنت الأمانة التي عهدتي بها لدي .. حفظتها ورعيتها فقري عينا يا جنتي وأهنئي فرحمة ربي تحفك في فردوسه الأعلى .

قد يعجبك ايضا