ثورة القرارات أو قرارات الثورة ( 2-2 )
جمال عبدالحميد عبدالمغني

جمال عبدالحميد عبدالمغني –
قرارات الرئيس هادي الأخيرة أكملت عملية هيكلة الجيش بعناوينها الرئيسية كاملة ولم يعد هناك أي حاجز أمام بناء جيش وطني قوي موحد ولاؤه لله ثم للوطن والثورة والوحدة والعناوين الفرعية داخل الوحدات والألوية أصبح أمرها سهلا والحال ينطبق على قوات الأمن
● أيضا لقد تحدث الرئيس في خطاب ألقاه في أواخر العام الماضي وقال يجب أن تكون لقوات الجيش قيادة واحدة ولقوات الأمن قيادة موحدة أيضا وقد تحقق هذا الأمر اليوم بعد لقرارات الأخيرة.
< كلا الإسمين ينطبقان على القرارات الأخيرة فإن شئت هي ثورة قرارات بقوتها وشجاعتها ودويها ومفعولها وإن شئت هي قرارات الثورة الشعبية أو ثورة الشباب لأن الثوار منذ خروجهم إلى الساحات رفعوا شعار المطالبة بتوحيد الجيش والأمن وتسليم هاتين المنظومتين الهامتين إلى يد الشعب اليمني بعد أن ظلت لعقود طويلة بأيدي أفراد مهما كانت مسمياتهم فالولاء للوطن والشعب مقدم على الولاء للأفراد وقد لبى الرئيس هادي هذا المطلب على مراحل آخرها وأهمها قرارات الاربعاء الماضي مبروك للشعب اليمني ولشباب الثورة تحقيق هذا الهدف العظيم والهام.
والآن ماذا بعد هذه القرارات¿
الأهم في تقديري بعد هذه القرارات البدء الفوري بعملية البناء والتنمية بشكل جاد وحقيقي وهناك أولويات لا بد منها لكي تسير عملية البناء وفقا لطموحات شعبنا العظيم وبوتيره عالية دون عراقيل أو توقف.
أولا: إعادة الاعتبار لهيبة الدولة وبسط نفوذها على كل شبر من تراب الوطن الغالي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن آخر متر في الشرق إلى آخر متر في الغرب ومعاقبة من ينتهك سيادة الوطن أو الاساءة لعلمه كرمز للسيادة والعزة ومعاقبة من يتجاوز قوانينه ودستوره الحالي حتى تعدل القوانين والدستور في إطار عملية البناء التي تتطلب ذلك والضرب بيد من حديد كل من يهدد أمن ووحدة وسلامة الوطن وكل من يعبث أو يخرب ممتلكات الشعب بدون هوادة.
ثانيا: تجنيد كل الطاقات والوسائل لمحاربة الفساد المستثري بشكل فوري دون إبطاء لأن 90٪ من موارد الدولة تهدر بفعل الفساد الرهيب الذي يوشك أن يهلك الحرث والنسل ولأن عملية البناء والتنمية بحاجة إلى المال فلا مناص من البحث عن المال العام المهدر حتى تتغير أحوال الناس المعيشية البائسة التي أصبحت في الحضيض مع العلم أن الفساد كان من أهم بواعث الثورة وأهم أسباب خروج الشعب إلى الساحات والمطالبة بتغير النظام.
أخيرا: هذه الفرصة الأخيرة ربما لليمنيين للخروج من النفق المظلم وعلى الجميع استغلالها جيدا بدءا من فخامة رئيس الجمهورية مرورا بالحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وانتهاء بأصغر موظف أو مواطن ولقد أضاع النظام السابق فرصا ثم ندم عليها حين لم ينفع الندم.
