النهضة أو السقوط “نكون أو لا نكون”

حسن أحمد اللوزي

 -  أين نحن اليوم في الوطن العربي¿ لا شك يعرف المهتمون والدارسون والمتابعون حقيقة الإجابة! لأن هناك إيضاحات تفصيلية لإجابات تتضمنها عدد من التقارير السنوية التي تصدره
حسن أحمد اللوزي –
أين نحن اليوم في الوطن العربي¿ لا شك يعرف المهتمون والدارسون والمتابعون حقيقة الإجابة! لأن هناك إيضاحات تفصيلية لإجابات تتضمنها عدد من التقارير السنوية التي تصدرها مؤسسات مهمة ومعتبرة عربية ودولية لها مكانتها وتتصف جهودها بالمصداقية العالية ولكن للأسف الشديد لا يستفاد منها بشكل دقيق وتستعرض كافة الجوانب المتعلقة بالتنمية وتحدياتها وبالنهوض الحضاري وتداعيات التخلف أو إنذارات السقوط وحقيقة الجهود التي تبذلها الأقطار العربية في سبيل التجاوز وصنع التغيير نحو الأفضل!!
ومن أهم التقارير التي سبقت ما يسمى مرحلة الربيع العربي كان بعنوان “النهضة أو السقوط” والذي صدر في كتاب عن مركز دراسات الوحدة العربية “حال الأمة العربية” “2009-2010م” في اثني عشر قسما واحد منها كان عن الأزمة في بلادنا والتي كانت لا تفرد لها العناوين كبعض الاقطار العربية قبل أن تتفاقم فيها الأزمة السياسية وتظهر قضية الحراك الجنوبي وقضية صعدة وخطورة التحديات الأمنية بسبب تفاقم جرائم الإرهاب وازدياد نشاط القاعدة وأخذ هذا القسم من التقرير عنوان “الأزمة اليمنية” وتحدث لأول مره في عام 2010م عن ما أسماه “أقلمة الأزمة اليمنية وتدويلها” غير أن الخطير في ذلكم التقرير أنه قدم استشرافا لمستقبل اليمن في أربعة مشاهد على النحو التالي :
“أولها غير مرغوب فيه والحكم المشخصن عبر آلية حربنة الحياة اليمنية والثاني وهو مشهد التحليل السياسي الذي يراه الباحثان المشهد المتعايش معه والثالث هو مشهد الصدقية السياسية وهو المشهد المتعثر والمرغوب فيه وأخيرا ما أسمي مشهد “الحزن اليماني” أو المشهد الكارثة الذي يتحول فيه الوضع في اليمن إلى حرب الجميع ضد الجميع” وهو طريق السقوط بما يستدعي تفاقم التدخل الخارجي وقد خشي الباحثان أن يراوح مستقبل اليمن بين المشهدين الأول والرابع” (انظر مجلة المستقبل العربي العدد 375 مايو 2010م).
ونحمد الله ونشكره بأنه لم يقدر ذلك ونحمده ونشكره مره ثانية وفي كل حال وحين لانه وفق القيادة السياسية وقيادة الأطراف السياسية المتنازعة للوثوب إلى المشهد الثالث وهو مشهد الصدقية السياسية والاتفاق على التسوية السياسية كما تم رسمها في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة لها والسير قدما في تحقيق الأهداف والمهام التي تضمنتها الوثيقتان تحت مظلة الشرعية الدستورية والقوانين النافذه ووضع اللبنات الأولى في طريق تعزيز بناء مرحلة الوفاق الوطني التي ما انفكت تواجه العديد من الصعوبات والكوابح العارضة حيث لم تتحقق الخطوات التي يعتد بها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي ما زالت خطرا كبيرا يتهدد الحياة برمتها!! بينما الخطوات العملية المتصلة بترجمة الأهداف والمهام التي تم تحديدها تسير كما يعبر عنها مشهد العمل السياسي المتحرك وفي المقدمة اليوم مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانطلاقة جلسات دورته الثانية للجلسات العامة برئاسة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر ونوابه للوقوف أمام المحصلة الأولى لنتائج أعمال فرق العمل المتخصصة والتي نأمل أن تاتي تقاريرها بما يعزز نهج الصدقية السياسية وأن تكون واضحة الدلالة والفائدة في تقديم زبدة ما تم الاتفاق عليه في كل لجنة وتحديد المختلف حوله وبما ييسر السبيل لحسم الأمور بصورة نهائيه حسب ما حددته اللائحة المنظمة وخاصة وقد صار المؤتمر بكل ما حفل به من نقاشات يكتسب ثقة شعبية كبيرة ويضاعف رصيد الممارسة الإيجابية الصادقة والمسؤولة لمنطق الحوار وآدابه ومتطلباته ويبرز التحسن المستمر في الأداء والابتعاد عن الشطط واستعراض العضلات أيا كانت والتي لا تقبل إلا في حلبة المصارعة وخاصة بعد أن أخذت النقاشات طريقها إلى التركيز على القضايا والمواضيع بما يبرز الأمثلة الرائعة لتحمل المسؤولية التاريخية الخطيرة التي التقى المتحاورون من أجل الوفاء بها وبما يكرس ما أسميته سيادة روح الثقة وحسن الظن بين المتحاورين دون صرف النظر عن حالات الهفوات الشاذة المحدودة التي صار يستنكرها أعضاء المؤتمر قبل غيرهم حرصا منهم على عدم إضاعة الوقت الثمين الذي صار يفلت من عمق الرصيد.
وهنا لا بد أن نتذكر بإنه لا أخطر أبدا في حياة أي شعب أو أمة من الفشل في إنجاز المهام المصيرية التي تتعلق بها وعليها الإجابة الحتمية على التساؤل الذي لا مفر منه “نكون أو لا نكون” “نظل على وحدتنا أو نتمزق” “نحقق الأمن والاستقرار أو نذهب إلى الهلاك والسقوط” كما كان يتوهم بعض الباحثين ولا شك أن الكل يريد الإجابة هي “أن نكون” بل وأن نثب إلى كينونة جديدة فاعلة ومنتجة جوهره

قد يعجبك ايضا