العالم توقع لليمن»ربيعا تراجيديا« و الحوار عصف بالصورة النمطية عن اليمنيين
حاوره محمد محمد إبراهيم

حاوره / محمد محمد إبراهيم –
كان أكثر المراقبين السياسيين تتبعا لمسار أحداث اليمن بصفة خاصة والمحيط العربي والدولي.. قدم الكثير من الرؤى المعاصرة قبل وفي زمن الربيع العربي الذي أدخل دولا عربية في دوامة صراع نشبت فيها حتى اللحظة..
صحيفة الثورة أجرت حوارا صحفيا معه لكن من زاوية تجربة الربيع اليمني.. إنه الإعلامي اليمني الحصيف والمفكر المجدد رئيس تحرير مجلة الرافد ورئيس شعبة الدراسات والنشر بدائرة ثقافة وإعلام الشارقة ورئيس مجلس الإدارة بالنادي الثقافي العربي بالشارقة ورئيس المنظمة اليمنية للثقافة الدكتور عمر عبد العزيز.. اليوم ما الذي يمكن أن يقوله بعد أن أصبح عضوا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. عن مجريات التسوية السياسية اليمنية من تفاصيل تقييمية صادرة من مدرك ملم بخيوط ومفاصل عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن.. ليس كمراقب أو عضو في هذا المؤتمر بل كمستقرئ تاريخي ومثقف واسع الاطلاع هندس اللغة في خدمة البيان ليكتب أكثر من زاوية منها ما هو يومي ومنها ما هو دوري……….. إلى تفاصيل هذا الحوار..
* بداية دكتور عمر عبد العزيز.. صدرت مؤخرا مصفوفة من القرارات الجمهورية قضت باستكمال هيكلة الجيش والأمن.. كيف تنظرون لهذه القرارات .. ¿
– القرارات الجمهورية الأخيرة الخاصة بالقوات المسلحة جاءت في التوقيت المناسب وعبرت عن توق الجماهير اليمنية لمغادرة نواميس الماضي القريب وكانت استجابة القيادات العسكرية لها تعبيرا موازيا.. أضاف لهم رصيدا معنويا وأخلاقيا وجدد الأمل بمستقبل مشرق قريب وأومأ إلى استجابة اليمانيين للتنازلات الشجاعة من أجل المصلحة العليا للوطن…
* تقييما للاستجابة ما الذي يمكن قوله لو قرأنا مؤشراتها من زاوية لحظة تحول الصورة الذهنية لدى المجتمع عن أهم بؤر الصراع في اليمن المتمثلة في فريقي القوى العسكرية ¿
– استجابة القيادات العسكرية لقرارات الرئيس كانت بمثابة إجابة ناجزة لجملة الشائعات التي انتشرت قبل ذلك والتي تاقت إلى تعميم صورة نمطية عن التمردات المحتملة فيما لو أصدر الرئيس قرارات استتباعية لهيكلة الجيش. لكن الأمور صارت على نحو مغاير وفتحت الباب لمتوالية راشدة وأقنعت القاصي والداني بأننا جميعا تواقون لدولة نظام وقانون وأننا قادرون على استيعاب نواميس هذه الدولة. وبهذه المناسبة لا يسعني كغيري من اليمنيين إلا أن أتوجه بكامل الشكر والتقدير للقيادات العسكرية التي استجابت لقرارات الرئيس وأخص بالذكر القائدين علي محسن صالح الأحمر الذي أضاف إلى مآثره المحمودة مأثرة جديدة والقائد أحمد علي عبدالله صالح الذي خلع البزة العسكرية في ترجمة أمينة للقرارات وبهذا ضرب المثل لغيره.
* ما توقعاتكم لمستقبل الجيش اليمني في ظل هذا التغيير ¿ وإلى أي مدى ستجعل وحدة الجيش شعبنا اليمني عصيا على الانقسامات..¿
– القرارات الرئاسية الخاصة بالجيش اليمني جاءت تتويجا أمينا لمسار التغيير السياسي الهيكلي النابع من توق الجماهير اليمنية ورغبتها في مغادرة الماضي الكئيب. وهذه تعني في المدى المنظور إعادة الاعتبار للجيش اليمني بوصفه مؤسسة وطنية مهنية تدرك المسافة الإجرائية بين وظيفتها الوطنية العامة والممارسة السياسية المتروكة حصرا للملعب السياسي المشرعن بقوانين الدولة. ومن هنا يصبح الجيش صمام أمان حقيقي للوطن وعاملا مساعدا في التنمية والتطوير وبؤرة تكثيف لعوامل الحكم الرشيد.. سواء لجهة الأمانة الوظيفية والابتعاد عن الفساد أو لجهة القوانين الداخلية الصارمة للمؤسسة العسكرية التي تجرöم اللصوصية والاستغلال وتجارة السلاح واستخدامه خارج نطاق الشرعية وتجعل هذه المؤسسة تعبيرا ناجزا عن معنى الدولة الرشيدة لا العكس.
الحوار الوطني
* «على اليمنيين مواصلة القبض على جمرة الاستحقاق السلمي الرشيد من خلال الحوار».. قلت لي هذا يا دكتور في حوار صحفي أجريته معكم – قبل عام تماما- عن ملفات اليمن الشائكة وأبجديات التوجه صوب الحوار.. كنت حينها مراقبا سياسيا.. وها أنت اليوم عضوا في مؤتمر الحوار الوطني.. ما الذي عكسه اليمنيون حتى الآن بصفة عامة ¿
– القبض على جمرة الاستحقاق السلمي الرشيد سياق جبري في المعادلة السياسية القائمة أساسا على التوافق الحكيم. ابتعادا عن الخيارات الأخرى الأسوأ وقد أثبت اليمانيون أنهم أهل حكمة ونظر فلولا التوافق الداخلي ما كان للمبادرة الخليجية والتسييج الدولي الرائع أن يحسما الأمر كما حسم. لقد أثبتنا أننا صادرون عن ذات تاريخية وسياسية قادرة على تجاوز أعتى العقبات وتحويل الملمات إلى سبب للإبحار صوب المستقبل وهذا ما يغبطنا عليه كثيرون من الأشقاء العرب الواقعون حتى اللحظة في لجة الفوضى غير البناء
