وطني‮!‬

صفية‮ ‬يوسف

صفية‮ ‬يوسف –

‬في‮ ‬حبسه الانفرادي‮ ‬مارست حريتي‮ ‬المضطهدة‮ ‬وفيه أعلنت قيام دولتي‮ ‬الموحدة‮! ‬وضد نظامه المستبد قامت ثورتي‮ ‬السلمية‮ ‬قررت فرض العصيان الشامل‮ ‬تقمصت دورا‮ ‬فريدا‮ ‬لم‮ ‬يكن لي‮ ‬ولم‮ ‬يكن من مكونات أنوثتي‮ ‬الفائقة‮ ‬اتخذت مسلكي‮ ‬المبتكر في‮ ‬خوض سياسة الاعتصام حتى لا‮ ‬يسقطني‮ ‬عنه‮ ‬مارست كافة أشكال التمرد والالتصاق عنوة‮ ‬ولتنفيذ مطالبي‮ ‬أمارس الضغط على نقاط ضعفه بإضرابي‮ ‬عن الحياة‮ ‬علي‮ ‬أستجدي‮ ‬الفتات من حقوقي‮ ‬لديه ولم أطمح بالكثير‮..‬‮ ‬وقد ألين حجارة قلبه الصماء على حبنا‮ ‬ليعلن‮ ‬لاحقا‮ ‬بقرار رسمي‮ ‬لفيضي‮ ‬الملتهب بالتجول داخل إحساسه المتعجرف‮ ‬وبقسوة مقصودة هي‮ ‬من أساس تكوينه الذكوري‮ ‬المحض‮! ‬يستخف بمشاعري‮ ‬البائسة‮ ‬وبطموحي‮ ‬العقيم‮ ‬يزداد أنفة وكبرياء‮ ‬وأخيرا وبكثير من الحرص والتشديد وكي‮ ‬لا تفلت الأمور عن زمامها‮ ‬واستطعت نيل جواز سفري‮ ‬الوهمي‮ ‬نحو حدود أراضيه الشاسعة‮ ‬ابتسم مستهجنا‮ ‬نضالي‮ ‬العبطي‮ ‬وبتنازل رفيع القدر والشأن‮ ‬أعلن على مضض مبادرته بالسماح لي‮ ‬في‮ ‬البقاء لفترة أخرى تحت كنف نعيمه وعطفه‮ ‬لم أعبأ لقسوة مبادرته اللاإنسانية‮ ‬اعتبرتها خطوة إيجابية لا‮ ‬يستهان بشأنها‮ ‬فقد‮ ‬غيرت مجرى تكويني‮ ‬التعس‮ ‬ومنحتني‮ ‬نشوة الأمل بالجديد معه‮ ‬وما أحبط همتي‮ ‬لاحقا‮ ‬أن البنود باتت أكثر صعوبة وتحملا‮ ‬وخصوصا‮ ‬ذاك البند الذي‮ ‬يسمح لي‮ ‬بالبقاء داخل حدود مساحة قلبه وحتى إشعار آخر‮!!‬

قد يعجبك ايضا