ولع المطبات.. هل المشكلة نفسيه

تحقيق مصور هشام المحيا


تحقيق مصور/ هشام المحيا –

في الوقت الذي يقوم فيه الناس البسطاء بعمل مطبات في الشوارع الفرعية وأمام المدارس لحماية أطفالهم من سائقين متهورين يقوم بعض المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال بعمل المطبات لا لنفس الغرض بل لغرض آخر وهو التباهي بما يمتلكونه من فلل فخمة واحاطتها بإجراءات أمنية مبالغ فيها لتلوح في الأفق ثقافة جديدة من شأنها تأجيج العداء بين الطبقات الاجتماعية حيث لم يكتف بعض من أصيبوا بفيروس حب الظهور بالاستعراض في المكاتب والشوارع العامة بالسيارات الفارهة والمظاهر الغريبة وعدم مراعاة مشاعر العامة فيذهب بهم الشطط إلى تجاوز القانون وخدش الذوق العام بل أكثر من ذلك استحدثوا مطبات كبيرة أمام منازلهم للاستعراض تارة ونقاط تفتيش- إن لزم الأمر تارة أخرى.!!

في زيارة إلى بعض أحياء العاصمة شمالها وجنوبها استوقفتني تلك المناظر الجميلة أقصد المطبات- فشكل المطب أنيق جدا وكأنه مرسوم بالقوس والمنقلة أحد المواطنين الذي يسكن جوار فلة صاحب المطب يقول” لأجل هذا نزل المهندسون والمقاولون وتم استيراد أفضل أنواع الطلاء لتحسينه” كل هذا ليأتي المسكين ويقف إجلالا واحتراما للمطب ويمتع نظره بالفلة المجاورة.
وأثناء تنقلي بين الأحياء الراقية تهت في زحمة المطبات من جهة والفلل من جهة أخرى وكأن هناك نوعا من التنافس بين السكان لإظهار النعم والذي لن يكون إلا بعمل المطبات التي تستوقف المارة حتى يتسنى لهم قسرا رؤية المنزل الفخم كبقية الناس استوقفني مطب فرأيت مكتوبا على باب الفلة المجاورة له “خذ لك نظرة وصلي على النبي” هذه العبارة لم توضع للتذكير بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل لحمايتها من العين أحد المليارديرات يسكن في صنعاء أراد بناء فلة جاء بالمصمم من فرنسا والأثاث من تركيا وطلبت ابنته أن يكون تصميم الباب كباب منزل إحدى عارضات الأزياء الإيطاليات هذا الكلام جاء على لسان إحدى الشابات تعمل في مدرسة أهلية نقلا عن صاحية الشأن وأخيرا تم المطب لغرض جذب المارة إلى ما تحويه الفلة من جمال ذي طابع فرنسي وإيطالي..!
الإنسان اليمني بسجيته المعروفة قنوع بما كتب الله له من الرزق فلا يغبط أحدا على فلة أو سيارة أو غير ذلك هذه التصرفات تجعل المواطن المسكين قنبلة موقوتة خصوصا عندما يرى هذه الفخامة أمام عينه من المال العام أو من مال خاص أساسه المال العام.
ثقافة الاستعراض بدأت تنشط مؤخرا وبشكل ملفت الأمر الذي استدعى كتابة هذا التحقيق المصور للتنبيه بخطورة الظاهرة والتذكير بخطأ ذلك وما قد يتسبب به من خدوش في النسيج الاجتماعي.

 ناجي السماوي

قد يعجبك ايضا