دعم خليجي إضافي لليمن
المحرر السياسي
المحرر السياسي –
جاءت مخرجات الدورة الـ 127 للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت أعمالها في جدة مساء أمس فضلا عن اللقاء التشاوري الذي حضره الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية بمثابة تأكيدات إضافية لدعم دول الخليج لمسيرة التسوية السياسية في اليمن ورفد المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية بكل معطيات النجاح وتذليل الصعوبات التي قد تواجه هذه العملية السياسية التي تعتبر أنموذجا حضاريا يحتذى على مستوى دول ثورات الربيع العربي.
ومما يبعث على الإرتياح هذه المتابعة المستمرة للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لكل مراحل وتفاصيل عملية الحوار الوطني ومباركتهم للخطوات الإيجابية التي أتخذها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي سواء في ما يتعلق بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وتثمين وقفات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أو في دأبهö المخلص لتمكين الحوار الوطني من تحقيق غاياته المأمولة استجابة لتنفيذ مضامين المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة وبما يخدم مصالح اليمن واستقرار المنطقة .
ولا شك بأن هذه المواقف الأخوية الخليجية المعبرة عن صدق التآزر وجدية المساعي لإنجاز التسوية السياسية إنما يدل على صدقية دعمهم للقضية اليمنية من خلال العمل الأخوي المتفاني والجاد لتذليل كافة الصعاب أمام هذا الانتقال السياسي السلمي وتوفير العوامل الاقتصادية المشجعة لدعم هذه المسيرة خاصة وقد تجلت هذه المواقف في تمويل برامج الإنقاذ الاقتصادي والعمل على تخصيص المساعدات المالية و اللوجستية إلى اليمن من خلال مؤتمري المانحين في الرياض ونيويورك .
لقد كانت مخرجات دورة المجلس الوزاري الخليجي في ما يتصل بالشأن اليمني مؤكدة – كذلك – على أهمية الظرف الاستثنائي الذي يمر به اليمن وأهمية التأكيد على التعجيل باستمرار الالتزام والوفاء بكامل التعهدات التي قطعتها الدول والصناديق المانحة إذ يتطلع اليمنيون إلى تلك المخرجات بأنها ستكون حافزا إضافيا للتغلب على التحديات الاقتصادية والأمنية الماثلة أمام استكمال مسيرة التسوية السياسية .
وحسنا أن اتخذت بلادنا مبادرة برفع تمثيل مكتب دول مجلس التعاون الخليجي بصنعاء إلى مستوى بعثة دبلوماسية وبحيث سيمكنها من تطوير الأداء والقدرة على التحرك بفاعلية للمشاركة البناءة في مجمل ومختلف مراحل إعادة البناء السياسي والإنمائي على حد سواء .
والأمل يحذو اليمنيين بأن تتواصل مواقف وجهود الأشقاء في دول الخليج للاستمرار في المزيد من الدعم والرعاية لمسيرة هذه التسوية وعلى نحو خاص المساهمة في دفع باقي الأطراف السياسية للمشاركة الإيجابية في الحوار الوطني الشامل والعمل على بذل مساعيها لإيقاف إعلام الكراهية والتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية و المناطقية والتي من شأنها أن تلقي بتبعاتها السلبية على أجواء الحوار .. وبالتالي انعكاس تهديداتهö المباشرة على تنفيذ مضامين المبادرة الخليجية و آلياتها المزمنة .
وعموما فإن وقفات الدعم المساندة التي عبر عنها – ولا يزال – الأشقاء في الدول الخليجية إلى جانب إخوانهم في اليمن وهم يعيشون هذه الظروف الاستثنائية لن تذهب هباء و إنما ستظل راسخة في أذهان ووجدان اليمنيين في الحاضر والمستقبل أيضا.