عبده محمد المخلافي

عبدالرحمن بجاش


 - كثيرون سيفتحون أفواههم حين يقرأون عمودا عمن يفترض ألا يكتب عنه أحد من ( اليسار ) حسب التصنيف اياه!.
عبدالرحمن بجاش –

كثيرون سيفتحون أفواههم حين يقرأون عمودا عمن يفترض ألا يكتب عنه أحد من ( اليسار ) حسب التصنيف اياه!.
من المخلافي إلى ياسين عبد العزيز , من النعمان الابن إلى يحيى المتوكل, من أحمد علي المطري إلى جار الله عمر, من فيصل عبد اللطيف الشعبي إلى عبد الفتاح اسماعيل , من البردوني إلى يحيى البشاري وابن الزبير, من إبراهيم الحمدي إلى سالم السقاف ومحمد ابراهيم إلى عبد السلام الدميني …… يكون السؤال: لماذا تخسر هذه البلاد رجالا بذلك الحجم يتركون هذه البلاد وحدها ويذهبون .
عبده محمد المخلافي لم أعرفه شخصيا , لكنني تلصصت ذات أمسيات إلى درج المركز الإسلامي بتعز, كان هناك أيضا الأستاذ الدومي وأحمد عبدالجواد كما سمعتهم يرددون , لكنني لم أر وجه الرجل ولن أتطاول إلى حجمه , لكن رجلا يجلس إلى عبد القادر أبو اليسار العقلاني يعني انه رجل استثنائي, وعبد القادر سعيد هو من دعا من أتى يحاول اغتياله: أدخل هذه مائدتي لناكل عيش وملح!, أين أولئك الرجال يا أيها البلد المثخن بالصغار في زمن صغير هو الآخر¿.
قال أحمد الحربي يخاطب عبد القادر سعيد: كيف تجلس إلى عبده محمد المخلافي¿ قال له: هو رجل وطني وكبير, بمعنى أنه يمتلك عقلا , وعقل إضافة لعقل تخيل أي مستقبل كان ينتظر هذه البلاد لولا أن التخلف قتل كل عاقل!.
الأحياء من العقلاء أيضا انطووا وتركوا الأمر إلى المرافقين في الشوارع يسيسون الحياة , كانت المراكز الثقافية على أيام الكبار تعرض أفلام السينما العظيمة والنقابات تنظم المحاضرات , والمساجد تشحذ همم الناس للخروج في مسيرات تحرض الناس على الاتجاه إلى المستقبل!.
شهد شارع 26 سبتمبر بتعز القوميين, والماركسيين, والناصريين , ومشائخ بحجم جبل صبر كان أحدهم أحمد سيف الشرجبي يسير راجلا لا مرافقين بعده يقتلون الحيا, والرجل من سجن إلى معتقل يبحث عن اليساريين يضمنهم ويخرجهم إلى نهر الشارع العظيم (كلهم أولادنا)!, وحين قرر القوميون العرب عقد مؤتمرهم في تعز هدد من هدد بسفك دمهم في الشارع , لكن الشيخ العظيم محمد علي عثمان كان له رأي آخر (هم أولادنا وسنشكل جيشا شعبيا ليحميهم) اقرأوا ذلك في كتاب احمد الحربي أحد الكبار الأحياء .
عبده محمد المخلافي مؤسس حركة الإخوان المسلمين من حقنا أن نعرفه , ومن حق الأجيال اللاحقة أن تدري من هو¿ وطالما وهو منسي فهو أحد أولئك الكبار ومن يجلس إلى زعيم اليسار يحاوره حول ( حلف) يجمع الحالمين بوطن آخر فماذا يمكن أن نقول عنه¿.
وأن يكون رجلا بحجم الجبال كما قال لي ذات مساء عبد العزيز المخلافي فمن حقنا على جيله سواء في الحركة , أو من حجم محمد عبد الدائم السادة أن يكتبوا عنه بإخراج الجواهر من رؤوسهم , والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , العاقل , وصاحب الرؤية, ومن ير وطنا بعين الحلم , ويلتقي مع الآخرين في منتصف الطريق , كيف لا نحترمه , ولا نجله . المخلافي مما سمعت من والدي رحمه الله يحدث أصحابه وأنا استرق السمع كان رجلا غير عادي مرة أخرى أقول أن من حقنا أن نقرأ سيرته الذاتية وهي عظيمة بالتأكيد, حتى وأن كنا مصنفين في خانة أخرى!.
وفي لحظة (شديدة الخطورة والغموض) كما قال صديقي الأعز, من حقنا أن نعتصم إلى أولئك الكبار .. رحم الله الرجل المنسي عبده محمد المخلافي.

قد يعجبك ايضا