من إعلام السلطة إلى إعلام الدولة

عبدالله السالمي


 - أخشى أن الأيام بعكس ما قاله الشاعر العربي طرفة بن العبد لا تبدي لنا شيئا مما نتوق إلى معرفته عن حقيقة ما جرى ويجري مöنú حولنا وعلى مرمى حجر منا. وأنها على دورانها لا تحيطنا بالحوادث علما وإنما تزيدنا بها جهلا فوق جهل.
عبدالله السالمي –

أخشى أن الأيام بعكس ما قاله الشاعر العربي طرفة بن العبد لا تبدي لنا شيئا مما نتوق إلى معرفته عن حقيقة ما جرى ويجري مöنú حولنا وعلى مرمى حجر منا. وأنها على دورانها لا تحيطنا بالحوادث علما وإنما تزيدنا بها جهلا فوق جهل.
ومرة أخرى: لا يبدو أن لنا حظا في أن يأتينا بالأخبار من زودناه مالا ليزوöدنا عöلما فكيف بمن لم نزوöد!
أما الذين زودناهم ليأتونا بالأخبار فأولئك هم المصروف عليهم من أموال الشعب/ الدولة: وسائل الإعلام الرسمية من قنوات فضائية ومؤسسات صحافة وطباعة ونشر تتولى إصدار العديد من الصحف الورقية والمواقع الإخبارية على الإنترنت إضافة إلى ما هي مقدمة على تلك الوسائل كلها مöنú وكالة للأنباء لو أن ما تأتي به مöنú قبل ومöنú بعد يرقى إلى بعضö «يقينö» النبأ الذي جاء به «الهدهد» لما تفرقت أيدي سبأ..
وأما الذين لم نزوöدúهم ليأتونا بالأخبار فأولئك هم المصروف عليهم من خزائن مالكيهم: وسائل إعلام الأحزاب والجماعات ومراكز النفوذ وأخرى على باب الله.. ولله في خلقه شئون.. واللهم لا اعتراض.
بالنسبة لمنú لم نزوöد فليس في محله التعويل على أنú يأتينا بأخبار فيها من العلم واليقين ما يكشف الغطاء عما جرى ويجري حولنا إذ في الغالب الأعم عادة ما تأتي الأخبار على لون وطعم ورائحة مزوöد الخدمة وولي نعمة الراحلة.
العتب إذنú على الذين زودناهم ليأتونا من سبأ وأخواتها بنبإ يقين فجاءوا به خبرا تناوب الشركاء المتشاكسون على شحنه بالغث وإفراغه من السمين حتى إذا أقبلنا عليه لم نجد عنده وفيه ما يدفع شكا أو يرفع جهلا..
باختصار.. حين يكون باستطاعة وسائل الإعلام الرسمية العمل بمقتضى أن أولى أولوياتها إحاطة المواطنين علما بحقيقة ما جرى ويجري كونهم الشعب الذي يزوöدها بالمال لتزوöده بالخبر الصحيح والمعلومة الدقيقة فذلك يعني العلم بأنها قد تحررت من أسúر الحاكم الفرد وتحولتú من وسائل إعلام السلطة إلى وسائل إعلام الدولة.

قد يعجبك ايضا