وما خفي أعظم

عبد الرحمن بجاش

 - كم امرأة ورجل عليهما أن يخلعا ملابسهما في الشارع العام ليصلا إلى حقوقهما¿ الإجابة صعبة وقاسيه إذ على كثيرين مظلومين أن يخلعوا ملابسهم ليس تعرية لأجسادهم
عبد الرحمن بجاش –
كم امرأة ورجل عليهما أن يخلعا ملابسهما في الشارع العام ليصلا إلى حقوقهما¿ الإجابة صعبة وقاسيه إذ على كثيرين مظلومين أن يخلعوا ملابسهم ليس تعرية لأجسادهم بل تعرية لسيئات كثيرة أسستها (دولة الإعجاز والإنجاز) والآن نرى صورها تتوالى فصولا , لذلك فقد بلغ السيل الزبى !, فالواسطة أهم عناوين الفساد في هذه البلاد وأمور أخرى قتلت نفوس الناس تبعا لاغتيال حقوقهم , والمرأة التي خلعت ملابسها أرسلت صرخة إلى كل من لا يزال في أعماقه حس وطني : أن الحقوا هذه البلاد قبل أن يغتال الفساد آخر قيمها, وهذه المرأة التي هي في نظر كثير منا ستكون بحكم التربية الخطأ قد ارتكبت عيبا كبيرا, لكنها بالأصح تحاول أن تخلص هذا الواقع من ربقة سيئات كثيرة تأسست بسبب الفساد والإفساد الذي حول الوظيفة العامة والحق العام إلى سلعة عامه تباع لمن يدفع أكثر, ولمن يتبع هذا القائد, أو ذلك الشيخ , وانظر التعيينات ستجد العناوين التي قدم معظمهم منها معروفة, ومن لا عم له لا مستقبل له!, ومن لا واسطة لديه عليه أن ينظم إلى صفوف المهمشين!.
هذه المرأة التي سيمر ما قامت به من تعرية للواقع المر سيمر أمرها مرور الكرام وستغتال رسالتها من قبل النخب المشغولة بتقاسم حتى الحياة نفسها!, هي لم تفعل ما فعلت إلا بعد أن وصل الأمر إلى الحلقوم , واذهبوا إلى مكاتب الخدمة سترون كم هن النساء والرجال في الطابور ينتظرون الوظيفة وغيرهم كثير عند الإشارات, وغيرهم ممن لهم أمهاتهم لا يحتاجون إلى الوقوف في الطابور, فزيارة إلى شمال العاصمة أو جنوبها ( تجيب الجن مكفتين )!, حتى أن معظم أصحاب الحظوة تظل الكراسي تنتظرهم ولا يزالون على مقاعد الدرس وبمعدلات متدنية! وعليه فمن لا ظهر له لا وظيفة له, أما إذا تحدثت بعدها عن المواقع فبتليفون يتم تذليل كل الصعاب وأنت على فراشك تتمدد!, ثم إذا أردت فالمظالم التي تؤدي بكثيرين إلى التنازل عن حقوقهم تملا السماء والأرض, وكالوظيفة فإذا أنت مسنود فأعقلها وتوكل, وإذا لم يكن لك عم فابحث عمن يتولاك!, والله لو حدث ما حدث في بلد آخر لسقطت رؤوس, وفي هذه البلاد لا تهتز الرؤوس أبدا, بل تتصلب العقول التي يفترض أنها في الرؤوس, وللأسف ستضيع صرخة هذه المرأة في الزحام لتتسيد الأصوات النشاز التي بدأت تقسم الناس بين ( ….) و( ….)! وهي التي كان يفترض بها أن تصحي من لهم حساباتهم الخاصة والتي بها يستمرون !.

قد يعجبك ايضا