تحديات أمام الإعلام العربي
نجيب محمد الزبيدي
نجيب محمد الزبيدي –
• يعتبر الإعلام المنبر الرئيسي للديمقراطية وللسوق الحرة للأفكار والرأي والرأي الآخر فهو مؤسسة تسهر على تنوير الرأي العام الذي يعتبر السلطة الحقيقية في المجتمع الإعلام الفعال هو الذي يفرز الديمقراطية ويؤثر فيها ويتأثر بها.
لهذا أقول والحسرة تملأ كياني أن الإعلام اليوم قد تخطى الحدود وأصبح الشغل الشاغل للمؤسسة الإعلامية هو التركيز على الآخر كخطر على البلاد والعباد وعدم التفكير بمنطق الوطن والمصلحة الوطنية ومطالب ومشاكل الشباب الذين أجبروا الحكام العرب على التنحي.
• فالإعلام العربي مسؤول عن تشكيل الرأي العام وتنشيط السوق الحرة للأفكار وتزويد المجتمع العربي بالأخبار والمعلومات والتقارير وغيرها والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام هو لماذا يوجد الإعلام العربي في الحالة التي هو عليها اليوم¿.
والإجابة تقول: حينما يصبح الخطاب الإعلامي بدون معنى ولا جدوى ولا ذوق لأنه منفصل تماما عن الواقع حيث التناقض الصارخ بين الحياة اليومية والخطاب الإعلامي.
• ولست أنسى تلك الكلمات الصادقة التي عبر عنها ذات يوم والدي المرحوم أستاذ الصحافة الكبير محمد الزبيدي لقد سألته وهو الخبير بشؤون هذه المهنة الإعلام والصحافة ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه الدول العربية ومنها بلادنا في مجال الإعلام¿! تأملوا ثم انظروا لإجابته الدقيقة حيث قال رحمة الله عليه:
إن الصحافة اليمنية والعربية معا تعاني جملة من المعوقات والمشاكل المهنية والتنظيمية والنقابية ما جعلها تفشل في تحقيق الكثير من مهامها الاستراتيجية في المجتمع والذي ينقص الإعلام هو تحريره وتحرير الطاقات والمهارات والإبداعات.
• والصحافة العربية في أي مجتمع عربي لا تستطيع أن تكون فوق النظم والأطر التي يسير وفقها المجتمع ككل بحيثياته وعناصره ونظمه فالسلطة في العالم العربي مازالت تنظر للصحافة كأداة لتثبيت شريعتها ووسيلة لتعبئة الجماهير وتجنيدها.
• ولما سألت أستاذنا الزبيدي فما هو الحل ابتسم لي ضاحكا وأجابني بالقول أن الحل يكمن في إقامة علاقة متينة وتفاعل وتبادل وحوار صريح بين السلطة والمؤسسة الإعلامية من أجل إرساء قواعد الثقة والمصداقية والفعالية في الأداء.