الحكم بالمظالم…
محمد العزيزي
محمد العزيزي –
نعلم جميعا أن الثورات والأعمال العظيمة لابد أن تصاحبها التضحيات الجسام فقد تصل هذه التضحيات إلى تقديم الأرواح فداء للوطن ولأي هدف سام ونبيل.. لكن في زمننا المادي ومتغيرات العصر أصبح كل من يقدم تضحية يريد مقابلها منفعة ويظل يمن علينا بها ويحول هذه التضحية إلى مظلمة يسترزق منها بل تصل في أغلب الأحيان إلى أن كل صاحب مظلمة يريد أن يحكمنا بمظلمته.
بدا ذلك واضحا مع بدء فعاليات مؤتمر الحوار ما يزال من الناس وبعض القوى والفرق ترى أنها هي الأجدر والأصلح والتي يجب أن تمثل الشعب اليمني في الحوار دون غيرها.. لماذا¿¿ لأنها هي من ناضلت وقدمت التضحيات ولها مظالم وتعاني وهي الأحق بالسيادة والريادة والحكم تجسيدا للمثل القائل ما مصلي إلا وطالب مغفرة
إن من الملاحظ اليوم وما تشهده محافظات الجمهورية من حراك سياسي مصلحي نفعي غير مسبوق أن كل جماعة ما ترفع شعاراتها الخاصة بها وكل فصيل من الفصائل يتبنى قضية من القضايا المجتمعية أو المظالم ليس للمطالبة لرفع هذه المظلمة وإنصاف أصحابها والمتضررين منها, ولكن للمساومة والمتاجرة بها من أجل الوصول إلى الحكم.. بصراحة كل أفراد الشعب اليمني أصحاب مظالم منهم من سلبت منه أملاكه وآخر استشهد ابنه وهذا فصل من وظيفته وأيضا هذا مفكر ومنظر وعاطل عن العمل…..الخ.
هل كنا نتوقع أن كل صاحب مظلمة ما أو تضحية وطنية يمكن أن يطالب مقابل ذلك.. ها نحن عشنا وشفنا أن أصحاب المظالم يريدون أن يحكمونا بمظالمهم.. فمن سيحكم من طالما والجميع يحكي ويشعر أن له مظلمة وربما مظالم متعددة!!!!!.